رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى يومه العالمى الثالث..
«التعليم» عملة نادرة فى عصر «كوفيد ـ 19»

مروى محمد إبراهيم

258 مليون طفل ومراهق لا يذهبون للمدارس وحوالى 617 مليون طفل وبالغ لا يعرفون القراءة أو الحساب فى عام  2020

10 ملايين طفل مهددون بعدم العودة للمدارس مرة أخرى

 

 

«التعليم كالماء والهواء» عادة ما تتردد كلمات عميد الأدب العربى طه حسين فى أذهاننا عندما نفكر فى حق الجميع فى التعليم، وعلى مدى العقود الماضية، نجحت دول العالم فى توفير التعليم للملايين بالفعل، ربما ليس بالقدر نفسه ولكن بدأت أمية القراءة والكتابة فى الاختفاء ببطء شديد إلى أن وصلنا إلى عصر «الردة» الكبري..عصر فيروس كورونا المستجد «كوفيد ـ 19» ليعود الملايين من الأطفال إلى منازلهم يجرون وراءهم أذيال الخيبة، حيث حرمهم الوباء من أبسط حقوقهم وهو التعليم والذهاب إلى المدرسة. ففى الوقت الذى تحتفل فيه الأمم المتحدة باليوم العالمى الثالث للتعليم فى 24 يناير تحت شعار «إحياء وعودة التعليم لجيل كوفيد 19»، نجد أن السؤال الذى تقف أمامه حكومات العالم عاجزة عن الإجابة: كيف سنحمى أطفالنا من العدوي، أو نقل العدوى لذويهم، داخل الفصول المدرسية؟

خلال 2020، تشير الأرقام إلى أن نحو 258 مليون طفل ومراهق لا يذهبون للمدارس، ونحو 617 مليون طفل وبالغ لا يعرفون القراءة أو الحساب. وأقل من 40% من الفتيات فى المناطق النائية فى إفريقيا يكملن تعليمهن الأساسي، ناهيك عن أطفال اللاجئين الذين يقدر عددهم بنحو 4 ملايين طفل الذين حرموا من رفاهية التعليم. وهى أرقام ضخمة بالنسبة للقرن الحادى والعشرين.

فى اليوم العالمى الثالث للتعليم، وضعت الأمم المتحدة ثلاثة محاور للخروج من الأزمة : زيادة التمويل والتفكير خارج الصندوق لمواجهة الجائحة وتبعاتها، وأخيرا «أبطال التعليم» وهم المدرسون الذين يحاربون لتوصيل علمهم إلى الأطفال بجميع الطرق فى ظل هذه الظروف العالمية الصعبة.

فى تقرير لمنظمة «أنقذوا الأطفال»، صدر فى يوليو الماضي، حذر الخبراء من أن هناك أكثر من 10 ملايين طفل مهددون بعدم العودة للمدارس مرة أخري، فالدول الكبرى تنفق ما لا يقل عن 77 مليون دولار لتأهيل مدارسها حتى تتمكن من استقبال الأطفال مرة أخري، وهو بطبيعة الحال ما تعجز عنه الدول الأكثر فقرا التى تعجز حكوماتها عن توفير هذه المبالغ الضخمة لتوفير أى قدر من التعليم لأطفالها، خاصة فى المناطق النائية وبؤر الحروب والنزاعات.

فى هذه الأجواء القاتمة التى يسيطر عليها الوباء والقلق من المستقبل، وترتفع فيها معدلات الفقر، نجد أن العنصرية والعنف ضد الفتيات فى تصاعد مستمر. فالعائلات التى قد تسمح لها الفرصة بإعادة أبنائها إلى الفصول الدراسية فى هذه المناطق، ستختار إعادة الذكور وتميزهم فى ذلك عن الإناث. وبالتالى فإن الإناث سيتعرضن لاضطهاد مضاعف، حيث سيلجأ الأهالى لزواج الفتيات المبكر وسيتعرضن للمزيد من الضغوط والعنف فى ظل مجتمع يصر على حرمانهن من حقوقهن الأساسية.

وعلى الرغم من أن الأوضاع أفضل إلى حد كبير فى الدول الكبري، فإن فى دولة مثل المملكة المتحدة عانى آلاف الأطفال الفقراء الجوع نتيجة حرمانهم من الوجبات المدرسية التى كانوا يعتمدون عليها بشكل أساسى على مدى العام، وبالتالى فلم يحرم هؤلاء الصغار من التعليم فقط ولكن من الطعام أيضا.

فى عصر نعانى فيه تلوث الماء والهواء، وعجز فى توفير الموارد الأساسية للحياة، أصبح التعليم هو الآخر عملة نادرة، قد يحرم الملايين منه عبر السنين.

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق