رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
الوقاية خير من اللقاح!

الفيروس اللعين يتذاكى ويتلاعب بالبشر. يبدو الأمر كما لو كانت لعبة شطرنج قاتلة. يحرك كورونا أسلحته الفتاكة، فتدافع الإنسانية عن حياتها. بعد شهور من الموجة الأولي، توصل العلماء لمجموعة لقاحات واقية. صحيح أن كثيرين حول العالم لم يأخذوا الجرعات بعد، لكن نغمة التفاؤل والأمل ارتفعت.

الآن، يدفع الوباء بأسلحة جديدة أحدث وأشرس. الموجة الثانية بدأت. سلالات أكثر تعقيدا ظهرت ببريطانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل. المصابون هذه المرة أصغر عمرا والمعاناة أكبر والبقاء بالمستشفى أطول. الأخطر، كما يقول الطبيب البريطانى جون ديفوس، عدم القدرة على التنبؤ بتداعيات ما بعد الشفاء. بريطانيا فى قلب الموجة الثانية. الوفيات والإصابات بمعدلات غير مسبوقة. ملصقان يختزلان حالة الرعب التى تعيشها البلاد: الأول لمريض يحتضر بالمستشفى والثانى لممرض يرتدى معدات الوقاية الكاملة ويحذر قائلا: «إذا خرجتم من منازلكم يمكنكم نشر العدوى. الناس سيموتون». حتى بزمن الحروب العالمية لم يواجه البشر مثل هذا الفزع.

خطورة السلالة البريطانية أنها أكثر قابلية للعدوى بنسبة 50 إلى 70٪ ، وقد انتقلت بالفعل لعشرات الدول. الخطورة الأكبر أن الفيروس قنبلة موقوتة لا يعرف العلماء كيف سيتحور وماذا سيكون؟، مما يجعل فعالية اللقاحات أكثر صعوبة. ليس معنى ذلك، أن المعركة خاسرة. واجهت البشرية على مدى تاريخها، أوبئة أكثر دموية، لكنها واصلت الحياة. العلماء فى سباق مع كورونا. يتقدم لنصف ملعبهم، فيردونه ثم يهجمون، فيتهاوى شيئا فشيئا. تلك هى المعركة الأبدية بين الإنسان وقوى الطبيعة الخارقة.

السلاح الأقوى ليس العلم والتكنولوجيا فقط بل الالتزام. بغض النظر عن تحور الفيروس، إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعى هى عامل النصر الأول. الوقاية خير من اللقاح.

نبدو جميعا بعجلة من أمرنا. نتساءل أين اللقاحات، ولماذا يتواصل الموت المجانى وكيف الخروج من هذه المأساة؟. هذه طبيعتنا. كانت الأوبئة تستمر سنوات وسنوات، وتحصد عشرات الملايين من الأرواح. نسينا حكمة الصبر على البلاء. لم نعد نتذكر قول الشاعر الراحل محمود سامى البارودى: فسوف تصفو الليالى بعد كدرتها.. وكل دور إذا ما تم ينقلب. تلك سنة الحياة.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: