بعد خسارته معاركه والقانونية بشأن نتائج انتخابات الرئاسة واعترافه أخيرا بحتمية مغادرته البيت الأبيض، عمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأيام القليلة الماضية علي تصعيد وتعقيد عدة ملفات أمام غريمه الديمقراطي الرئيس المنتخب جو بايدن خاصة علي الصعيد الخارجي. أحد أبرز الملفات التي يصر ترامب، حتي آخر ساعة له في المكتب البيضاوي، علي تعقيدها، الملف الإيراني. فقبل بضعة أيام من إمداده إسرائيل بمعلومات استخباراتيه ساعدتها في قصف أهداف عسكرية إيرانية في سوريا، قرر ترامب تصنيف حركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن منظمة إرهابية، وإدراج مجموعة من قادتها علي قوائم الإرهاب الدولية. هذا القرار ورغم صحته وأهميته يمثل عقبة، ليس فقط أمام الإدارة الأمريكية المقبلة التي لن يكون سهلا عليها تجاوزه، وإنما أيضا أمام الأمم المتحدة التي تحاول تقريب مواقف الأطراف المحلية والإقليمية للحرب الدائرة في اليمن منذ ما يقرب من 6 سنوات. فلابد من التوقف أمام تداعيات هذا القرار علي جهود الإغاثة الدولية للتخفيف من وطأة الآثار الكارثية للحرب علي الشعب اليمني، الذي خسر عشرات الآلاف من القتلي والمصابين بالإضافة إلي دمار بني تحتية تحتاج عشرات إن لم يكن مئات المليارات من الدولارات لإعادة اعمارها إذا نجحت مساعي تسوية الصراع. ولكن اختيار ترامب الشرق الأوسط ساحة للحرب مع أعداء بلاده أو مسرحا للنزاع مع خصومه لم تكن خطيئته هو فقط وإنما كان ذلك سنة أسلافه عندما يفشلون في الوفاء بتعهداتهم ووعودهم الانتخابية للمواطن الأمريكي بشأن ملفات داخلية مثل الصحة أو الضرائب أو تحقيق الوئام وتأليف القلوب بين البيض والسود في دولة تدعي أنها أمة قيم تسود العالم.
لمزيد من مقالات عبد السلام عمران رابط دائم: