رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات
إعلام «المقاطعة والمصالحة» معا!

يعلم القاصى والدانى أن ملف المقاطعة والمصالحة بين الرباعى العربى وقطر لم ينته بعد، لأن قطر لم تلتزم بعد بشروط المصالحة وعودة الحال لما كان قبل 5 يونيو 2017، إذ وضع المقاطعون 13 شرطا تصل إلى حد التشدد لدرجة يعتقد معها البعض أن المقاطعة ستكون أبدية. ولكن عالم السياسة لا يعرف المستحيل، فكل ما به هو أمر عارض ووقتي.

وإذا تحدثنا عن دور واشنطن فى الأزمة، فهى لعبت دورا فى المقاطعة والمصالحة، فكانت خفية فى الحالة الأولي، ثم حاضرة وبقوة فى الثانية، بمشاركة جارى كوشنر مبعوث ترامب للمنطقة ووزير الخزانة الأمريكى فى قمة العلا التى أفضت إلى التوقيع على اتفاق المصالحة فى الخامس من يناير الحالي.

فى البداية رفع الجميع سقف المطالبات من قطر، فتمادت الدوحة واستقوت بساكن البيت الأبيض الذى وقع صفقات مع دول المنطقة بمئات المليارات التى أنعشت شركات السلاح الأمريكية، وأصبح الكل لا يفكر سوى فى المستحيل لدرجة تأليف روايات وحكايات عن انقلاب قصر داخل الدوحة، وتحدث آخرون عن ضربات عسكرية، وتوقع البعض مجاعة ستشعر بها قطر بعد حصارها. حتى جاءت قمة العلا لتذيب الثلج بين الرباعى العربى وقطر، ليشهد الجميع الأحضان بين ولى العهد السعودى وأمير قطر، ليتغير الحديث إلى دفء العلاقات والاستقبال، بدلا من القطيعة والتلاسنات.

وبعد أن كان الحديث سابقا عن تعديل سلوك قطر والجزيرة، وضرورة مقاطعتها إيران وتركيا، تبدل الحال إلى ضرورة تفويت الفرصة على المتآمرين ومخربى العلاقات الودية بين دول مجلس التعاون الخليجي.

وبينما توقع الجميع أن تبدى قطر حسن النوايا تجاه خطوة الرباعى الإيجابية، تجرأ وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى على اتفاق العلا ليصرح بأنه لن يؤثر على علاقات بلاده مع إيران وتركيا أو قناة الجزيرة.

القطيعة مع قطر ثم مصالحتها أمر طبيعى بين الدول، فلا مستحيل فى السياسة، وعدو اليوم صديق الغد والعكس، وهذا المبدأ غاب تماما عن الإعلام المصرى المرئى تحديدا الذى «وجع راسنا» بضرورة المقاطعة لحين أن تتعظ قطر وتشعر بالوحدة وتعود إلى الحظيرة العربية. وهو نفسه الإعلام الذى أشاد وتراجع للخلف ليشعر المشاهد بمدى زيفه وضعفه.


لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى

رابط دائم: