من كان يظن أن الأشياء التى يمر بها عالمنا الآن طبيعية، ومنها ارتداء الأقنعة فى الأماكن العامة، والتعلم عبر الإنترنت، والتباعد الجسدى الملزم، وتعقيم الأيادي، والعمل من المنزل، والاجتماعات عبر المنصات الإلكترونية، إلى آخر المستجدات الحياتية غير المعهودة؟، وكان عام 2020 مليئا بالمجهول، وهذا العام الجديد قد يكون هو نفسه، هل نتوقع عودة كل شيء إلى طبيعته؟، كل يوم نسمع عن مئات الآلاف من حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا، وتطالعنا منظمة الصحة العالمية بارتفاع قياسى فى يوم واحد من الإصابات والوفيات، بينما يواجه الناس صعوبة فى الامتثال لتدابير السلامة الصارمة مرة أخرى.
إننا جميعا ننتظر توقف هذا الكابوس، ولكن هل سيتوقف؟، ومتى تغادرنا الأقنعة والمُعقمات الكيمائية؟، وماذا ننتظر من عامنا الجديد؟.. إن هذا الضيف الجديد لن يقدم لنا معجزة، وقد يأتى المستقبل بحلول لبعض المشكلات الحالية، وربما يكون لدينا لقاح، وستعود الرحلات الجوية الدولية، ومع ذلك، فإن التأثير على الأعمال التجارية سيستغرق وقتا طويلا للتعافى منه، لكن الأمر ليس كله كئيبا.. إذا كان هناك شىء واحد تعلمناه من كوفيد19، فهو أن كل شىء ممكن، وإذا تمكنا من التمسك بهذا الشعور، بينما عام 2021 تتحرك موجات أيامه، فيمكن أن تحدث أشياء مذهلة، فدائما يأتى الجديد بعد الكثير من التعقيد، وأذكركم وأذكر نفسى بقول الله تعالى «وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ»، (يوسف-87)، وقوله: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، (الشرح-5)
د. رجب إسماعيل مراد
أستاذ بجامعة مطروح
رابط دائم: