أفضل موهبة عند محمد صلاح ثقته الكبيرة بنفسه. يتوقع ويأمل أن يفعل الكثير ويتصرف على هذا الأساس. اللاعبون النجوم يحتاجون للثقة بأنفسهم ليقدموا أفضل ما لديهم، ولذلك فإن التعامل مع صلاح يمثل تحديا كبيرا، كما يقول يورجن كلوب مدير ليفربول الفنى.
لم تتوقف التكهنات حول مستقبل «مو» مع ليفربول بعد حديثه مع صحيفة رياضية إسبانية، وعدم استبعاده اللعب بريال مدريد, معربا عن خيبة أمله من تجاهل تقليده شارة الكابتن خلال مباراة ليفربول الأخيرة بالدورى الأوروبى. صلاح (28 عاما) يشعر أنه بقمة نضجه، وأنه منذ انضمامه لليفربول 2017، أثبت أنه لاعب استثنائى.. ماكينة أهداف وقدرة إبداعية كبيرة، فلماذا لا يأخذ المكانة التى يستحقها معنويا وماديا؟. ميزته أنه لا يناور ولا يزايد، يعتقد أنه يستحق مكانة أفضل من وضعه الحالى، لا لسبب إلا لأن لديه قدرة هائلة على التطور ومفاجأة حتى نفسه، فهل نستكثر عليه أن يحلم ويرفع من سقف طموحاته؟.
رغم أن تصريحاته أغضبت جماهير ليفربول التى تريد بقاءه لكنه لم يعدم وجود نقاد رياضيين أنصفوه ولم يروا فيما قاله عدم امتنان للنادى، فقد مضى زمن استهلاك عمر اللاعب الكروى بناد واحد. كما أنه لم يولد بإنجلترا ولم يتعود على الطقس والثقافة هناك، وربما أراد تغيير الجو وخوض تجربة جديدة. قد يغادر صلاح ليفربول الصيف المقبل، وربما لا، لكن الكاتب دانى ميرفى يدعونا للاستمتاع باللاعب قدر الإمكان، وأن ندعو له بمواصلة إبداعه ليتمكن ليفربول من الفوز مجددا بالدورى الإنجليزى واستعادة دورى أبطال أوروبا.
لاعبون نادرون فى مواهبهم مروا على الملاعب لكنهم افتقدوا الذكاء الاجتماعى، أذكر منهم بول جاسكوين نجم إنجلترا فى تسعينيات القرن الماضى، الذى كان فلتة كروية لكنه أضاع موهبته وصحته بسوء تصرفات الشخصية وغبائه الاجتماعى لينتهى به الأمر فى الشارع أو دور الإيواء. ذكاء صلاح وقدراته الاجتماعية مدعومة بخبرته فى التعامل مع ثقافات أوروبية عديدة لا تقل عن موهبته الكروية ولا عن قدرته على تحقيق ذاته واستشراف مستقبله. صلاح الحقيقى لم يظهر بعد.
[email protected]لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام رابط دائم: