عام جديد ملئ بالخير للرئيس عبدالفتاح السيسى، وللفريقين مهاب مميش وأسامة عسكر الرئيسين السابق والحالى لهيئة قناة السويس ولقيادات الدولة، الذين دعموا الحملة الوطنية لعدد ضخم من أبناء بورسعيد لحماية كرامة تاريخهم ودماء الآلاف من شهداء مقاومة العدوان الذى توج بعيد النصر الأربعاء الماضى 23 ديسمبر، ومطالبهم بعدم إعادة إلى مدخل قناتهم، تمثال لرمز من أسوأ رموز الحقبة والجرائم الاستعمارية فى مصر.
وقد توجت الحملة الوطنية مع ترحيل تمثال ديليسبس إلى الإسماعيلية ووضعه كجزء من مقتنيات متحف القناة، وهوما طالبت به الحملة الوطنية مع إثبات جرائمه فى عملية السخرة التى ارتكبها فى حفر القناة أو فى خداع عرابى حتى تم احتلال الانجليز مصر وحتى مات فى فرنسا محكوما عليه وعلى ابنه بالسجن فى قضايا فساد بقناة بنما .
> كل التقدير والاحترام لمن دعم الحملة من قيادتنا ولكل من أدارها وشارك فيها من أبناء بورسعيد ومن أبناء وأحفاد شهداء نضالها وكفاحها وصناع نصرها ونصر مصر كلها على الخطة الآثمة للعدوان الثلاثى، التى خططوا فيها أن يعود الانجليز لاحتلال مصر في 14 نوفمبر 1956 وإعادة استيلاء الشركة الفرنسية على قناة السويس .
وأثبتت هذه الحملة الوطنية مع جميع حلقات نضال المصريين ما يمتلئ به الوطن العزيز والعظيم من محبين ومخلصين من جذور ومكونات وطنية تكمن ولن تموت أبدا وتستنهضها وتطلق طاقاتها الإبداعية الأخطار التى تهدد بلادهم ويعظمها، ويبقيها حية ومشتعلة نشر العدالة والكرامة واستحقاقات المواطنة وعدم التمييز واحترام الحريات المسئولة والرأى الآخر على أرضية وطنية .
ولا يفوتنى تقديم التحية لمجموعة من الأعمدة القوية لانتصار هذه الحملة الوطنية ومنهم مؤرخ نضال المدينة ضياء القاضى فى أجزاء موسوعية يحتاج إعدادها الى مؤسسة ثقافية كاملة والى بطل من أهم أبطال مقاومة 1956 محمد مهران الذى افتدى بلاده بنور عينيه، والمناضل الوطنى البدرى فرغلى الذى قاد معركة استرداد المعاشات، ورمز من رموز الشباب الوطنى البورسعيدى الابن العزيز هيثم طويلة الذى كان أول من أثار القضية ووضعها امام القضاء العادل برقم3134/7 بورسعيد والذى جمع آلاف الوثائق والدراسات والمؤلفات العربية والاجنبية لمؤرخين كبار تكشف الجرائم التى ارتكبها ديليسبس والشركة الفرنسية، وكيف أعدوا لإنشاء مستعمرة فرنسية، على ضفافها وكيف نهبوا أموالها لأكثر من مائة عام، وأعدوا لمد امتياز الشركة إلى الأبد وليس 99 عاما فقط وكان من أهم هذه الوثائق رسالة الدكتوراه عن تاريخ احتلال الشركة الفرنسية لقناة السويس للدكتور مصطفى الحفناوى فى جامعة السوربون فى أربعة أجزاء والتى استند إليها الرئيس عبدالناصر فى القرار الوطنى بتأميم القناة 1956.
> واذا كانت السطور السابقة تستكمل ما كتبته عن المقاومة الباسلة لأبناء بورسعيد خلال الأسابيع الأربعة الماضية داعية الى تتويج عيد النصر بقرارات تدرك متاعب وآلام أبناء بورسعيد وتلبى نداءاتهم ومطالبهم وتحل مشكلاتهم التى ينشرون الكثير منها على مواقع التواصل وأن يقدم للأحياء من أبطال المقاومة ولأبناء من رحلوا التكريم والتقدير الذى يليق بهم. نشر الأسبوع الماضى أن محافظ بورسعيد عرض علي رئيس مجلس الوزراء خطة تطوير مدخل المدينة الشمالى الشرقى الذى كان أحد محاور دخول قوات العدوان الثلاثى وسقط ودفن فيه عدد كبير من شهدائنا فى أثناء المعركة، بينما نقل الغزاة موتاهم لدفنهم فى بلادهم .. بجانب خطط تحويل حديقة التاريخ إلى ميدان باسم مصر بدلا من ان يكون ميدان النصر ...أليس من الواجب قبل اى تغيير، نقل رفات الشهداء إلى مقابر الشهداء وأخذ رأى ما تمتلئ به بورسعيد من مثقفين وأساتذة جامعات ووطنيين فيما يحدث فى مدينتهم التى دافعوا عنها وقاموا بحمايتها بأرواحهم باسم التطوير؟!
> خلال كتابتى عن بورسعيد تابعت ما يعيشه العالم من حروب جديدة للفيروسات وتحورها وظهور سلالات أخطر منها بعد أن كنا على وشك التقاط أنفاسنا وما ارتبط بتعاطى الأمصال من أعراض ومدى حقيقة ما حذر منه البعض من هذه الأعراض .. من أعجب ما قرأته منسوبا إلى رئيس البرازيل أنه حذر مواطنيه من تعاطيها حتى لا يتحول الرجال إلى تماسيح والنساء إلى رجال شر البلاء لم يعد يضحك ولكن يبكى على ما وصلت اليه أحوال الإنسان تحت ضغوط الخوف والفزع والعزلة والوحدة التى تنشرها حروب الفيروسات التى تشعلها الصراعات السياسية والمكاسب والمصالح المادية وعلامات الاستفهام التى لا تجد إجابات حتى الآن ابتداء من مصدر الفيروس وهل صنعه علماء فى معامل ثم خرج عن السيطرة وعن مخططات القوى الأكبر للقضاء على الضعفاء والأكثر عوزا واحتياجا من الشعوب وعن فساد انتشر فى البر والبحر ودمر مقومات الحياة الإنسانية والبيئية والصحية والغذائية على الأرض وما كشفته الانتخابات الأمريكية الأخيرة بعد ما فعلته من تدمير وتخريب فى العالم وفى عالمنا العربى عن ديمقراطية جمهوريات الموز التى تعيشها وكالمعتاد فى أزمنة النكوص والخوف تنتشر نبوءات وتوقعات المنجمين ويتحدثون الآن عما ينسبونه إلى عرافة بلغارية وعما قالت إنه سيحدث خلال عشرات السنوات المقبلة رغم وفاتها، كصعود التنين وقالوا إنها تقصد الصين وما حدث وسيحدث من أوبئة تجتاح وتدمر القارة العجوز وما سيجتاح العالم من أوبئة أخطر من كورونا، ورغم أن المنجمين كذبوا ولو صدقوا فنحن نستقبل العام الجديد بعالم مغلق لحصار السلالات الجديدة ونرفع شعارات لا أعياد لا احتفالات.
> أما عالمنا العربى السعيد ودون حاجة إلى نبوءات أو عرافات لمعرفة ما يعيشه من كوارث .. فالسرطان الذى تخلصوا منه فى أوروبا وأمريكا بزراعته فى أرضنا يزداد تغولا وتمددا وبدلا من إيقاف جميع علاقات الاضطرار التى أقيمت معه حتى يحترم وينفذ ما عقد من اتفاقيات دولية لإقامة دولة مستقلة للفلسطينيين على الاراضى التى احتلت بعد عام 1967 دولة مستقلة وذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية يضرب عرض الحائط بهذه العهود والمواثيق ويمضى فى التهام مزيد من الاراضى وبناء المستوطنات وبدلا من قطع يديه فى كل ارض احتلها تمتد اليه أيد ومصالحات عربية جديدة وتفتح له أجواء وأراضى عربية وتقيم معه مشروعات وكيانات اقتصادية، أرجو فى مقال قريب بأذن الله أن أنقل بعض ما قاله بنجامين فرانكلين أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة قبل 200 عام منبها ومحذرا من المصائب والكوارث التى يفعلونها فى كل أرض يدخلونها وأهديها لأشقاء يرتعون فى بلادهم الآن!
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: