تجربة التعامل مع الصعب تغير تفكير الإنسان وتضعه أمام حقائق أهملها لفترات طويلة. هذه خلاصة تجربتي مع المرض خلال الايام الماضية، فقد أهملت رعاية صحتى وراحتى الجسمانية وأرهقت نفسى وقصرت فى حق أسرتى وعائلتى، وتجربة المرض تجعل الانسان يفكر فى حياته من جديد فلا شيء يعادل الصحة فطوال أيام مرضى كانت تمر ساعات طويلة ولا أشعر بها من النهار بينما تمتد ساعات الليل وأرى بعينى للحظات ضياء الفجر يتسرب ليزيح سواد الليل، هذه التجربة جعلتنى أدعو لكل مريض أن يشفيه الله فلا يعلم بحاله سوى الله عز وجل.
وهو ما يجعلنى أدعو أهل الخير والقيادات الطبيعية فى القرى والمدن والأسر لجعل مشروعات الصحة على رأس اولويات خدمة المجتمع وحماية الطبقات الفقيرة عند المرض وتبنى تحسين أوضاع المستشفيات القروية والمركزية بالمحافظات ومستشفيات التكامل المغلقة ومستشفيات الصدر والحميات والرمد التى لم تمتد لغالبيتها يد التطوير لسنوات طويلة ومبانيها القديمة والمتهالكة خير دليل والتبرع لتجهيزها وتحسين مرافقها وتوفير الأدوية والأجهزة الطبية لتقديم خدمات مناسبة للمرضى من الفقراء والبسطاء عند توجههم لها فميزانية الدولة ووزارة الصحة لا تستطيع القيام بهذا العبء منفردة، وأدعو الاطباء الشبان للعودة إلي مشروعات العيادات الشعبية بالاحياء التى تقدم خدماتها بأسعار زهيدة بعد الارتفاع الجنونى فى قيمة الكشوفات الطبية بالعيادات والعلاج بالمستشفيات الخاصة التى تفوق تحمل الأسر، هذه الأفكار تحتاج للخروج للنور فالصحة تاج لا يعوض عند فقده وأبناء مصر يحتاجون أفكارا عملية لخدمتهم.
لمزيد من مقالات عماد حجاب رابط دائم: