كلما سمعت كلمة الثقافة تحسست مسدسى قالها النازى وزير الإرشاد أو الإعلام أو الثقافة المدعو جوبلز! عبارة موجزة لخصت موقف الرصاص من الكلمة فى لعبة توازن قوى يتحول إلى صراع تفوز فيه الكلمة فى النهاية، لكن داخل زورق يبحر على أنهار من الدماء.
هذا ما أحسسته وأنا أضع الإعلام فى قفص الاتهام، لأنه بكل أسف لا يزال القناة الشرعية والرسمية التى يعترف بها المتلقي، وإذا انسددت شرايين الإعلام توقفت قنوات الاستقبال عند المتلقي، وهذا ما يحدث بالفعل بين الحين والآخر، حتى زاد وطرطش على الجميع. كل تلك الأفكار دارت فى رأسى وأنا أجلس مع د. إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة ومجموعة من الأساتذة الصحفيات، ومعنا أيقونة التاريخ الصحفي، الأستاذة أمينة شفيق، فى لقاء إعلامى ثقافي، ذكرنى بلقاء السحاب أيام يوسف السباعى وزيرا، وباقات وقامات من الكتاب والصحفيين والصحفيات.
لا أنكر أن أصابع الاتهام التى أردت توجيهها إلى المسئول الأول عن الثقافة وحالها فكريا وفنيا وحياتيا، كانت مستعدة لمحاصرة الوزيرة، وما أن بدأت فى تفجير المسكوت عنه من قضايا قصور الثقافة فى ربوع مصر، والتى يمكن أن تعيد إحياء الإحساس بالذوق والتثقيف والتعليم والنهوض بالأخلاق وعمل توازن بين الخرافات والأساطير التى تترسب فى حياتنا مثل البلهارسيا فى ترع قرى الصعيد ووجه بحري.
حتى انفجرت فى وجهى الحقيقة التى كافحت من أجلها الوزارة لعدة سنوات قليلة مضت، استطاعت فيها تفعيل عدد لا بأس به من قصور الثقافة التى يعشش فيها أكثر من 12 ألف موظف فى كل قطاع، وأن تفعيل 45 موقعا ثقافيا من القصور، كلف الدول 904 ملايين جنيه.
لم تكن الوزيرة تتحدث بأسلوب «سوف تعمل وزارتى على كذا وكذا.....»، لكنها فجرت ما فعلته الوزارة وإزالتها للأتربة من على الفرق الفنية من العريش لمرسى مطروح!!
وإعادة الحياة للمسرح القومي، وتفعيل برنامج صنايعية مصر بالسيدات القائمات والمسيطرات على خريطة العمل الحرفي.
لم تنته د. إيناس من الحديث عما حدث من تضاؤل سؤالى عن قصور الثقافة وكيفية التواصل مع الناس على الرصيف.
لماذا لم تعرف ولم أعرف ولم نعرف ما يحدث فى أخطر الوزارات تأثيرا على أسلوب الحياة، لأنه ببساطة وكل بساطة، هناك الوزارة الأخرى المسئولة عن توصيل المعلومة، مصابة بانسداد فى شريانها التاجى حتى الآن.
أدعو لها... «ياتسلكوه»... يا تقطعوه.. وتوصلوه.
لمزيد من مقالات دينا ريان; رابط دائم: