رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محافظتان.. وذكريات الانتصار..
فى الذكرى 64 لهزيمة العدوان الثلاثى
بورسعيد تتذكر سيمور.. صاحب أقصر مهمة صحفية

بورسعيد ـــ محمد عباس
ديفيد سيمور - لقطات سيمور تكشف ويلات العدوان الثلاثى

فى الذكرى 64 لانتصار مدينة بورسعيد الباسلة على قوى العدوان الثلاثى، وخروج آخر جندى محتل للمدينة يوم 23 ديسمبر 1956، لم تنسى بورسعيد ما كان من براعة المصور البولندى الشهير ديفيد سيمور فى توثيق ما تعرضت له المدينة المصرية من أهوال على يد المحتل الإنجليزى والفرنسى والإسرائيلى، وتوثيق صلابتها أيضا فى مواجهة هذه الأهوال.

كان العدوان الثلاثى قد جاء ردا على قرار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس، ودعم مصر لنضال شعب الجزائر فى مقاومة المحتل الفرنسى، فجاء الرد انتقاميا عاصفا من مساعى مصر لتحقيق العدالة لنفسها ولمحيطها الإقليمى.

حتى بعد مرور أكثر من ستة عقود على زوال آثار هذا العدوان، فإن بورسعيد وأقطاب فن التصوير دوليا لا يمكنهم إغفال تجربة سيمور الذى طاف بكاميرته دول العالم، ليسجل مآسى الحروب، بدءا من وقائع الحرب العالمية الثانية، حتى أحداث حرب السويس.

أهالى بورسعيد مع ما تبقى من منازلهم

 ذاعت شهرة سيمور، مواليد 1911، خلال حقبتى الأربعينيات والخمسينيات. ورغم عقيدته اليهودية ومقتل والديه على يد القوات النازية، فإن ذلك لم يؤثر على مساعيه للتوثيق الموضوعى لمجريات ما يشهده من معارك شرقا وغربا.

ولعل جانب من هذه الموضوعية اكتسبها خلال عمله فى صفوف الجيش الأمريكى أثناء الحرب العالمية الثانية، مترجما للصور الاستطلاعية. وبصرف النظر عن مسببات الموضوعية لدى سيمور، إلا أن تمسكه بمبادئها جعل منه أحد أبرز مصورى العالم فى هذه الحقبة.

سجل سيمور بلقطاته ما جرى لبورسعيد التى وجدت نفسها فريسة لعدوان غادر، وكشفت لقطاته عن الجرائم التى راح ضحيتها المئات فى شوارع بورسعيد. وكذلك ما جرى من تدمير للمناطق التى يسودها نمط المعمار الخشبى، كما فى « حى المناخ» الشهير، وما كان من تهدم «حى العرب» على رءوس قاطنيه.

ورغم قصر المدة الزمنية التى قضاها سيمور على أراضى بورسعيد، كانت لقطاته البورسعيدية الأروع والأشهر ضمن مساعى توثيق وقائع عدوان 1956. وقد دفع حياته ثمنا لهذا الإبداع، عندما لقى حتفه يوم 10 نوفمبر من العام ذاته إثر تعرض سيارة كان يستقلها وزميله المصور الفرنسى جان روى لإطلاق نيران كثيف جنوب بورسعيد. وجرى تسليم جثتى المصورين سيمور وروى يوم 14 نوفمبر، وسط مراسم عسكرية أقيمت ببور فؤاد، وبحضور جميع المراسلين الموجودين فى بورسعيد حينذاك.

ورغم مرور 64 عاما بالتمام والكمال على مصرع سيمور مازالت الشكوك بشأن واقعة مصرعه قائمة. فمازالت ترجح تقارير صحفية غربية رواية مفادها أنه راح ضحية نيران المصريين، ولكن عددا كبيرا من أبطال «حرب 56» والذين مازالوا على قيد الحياة ينفون الرواية الغربية. ويرجحون أن المصور الشهير راح ضحية غضبة أقطاب العدوان الثلاثى من فضحه مظاهر الاحتلال وبشاعته. فقد تداولت وكالات الأنباء وقتها، لقطات سيمور الموثقة لقتل المدنيين وتدمير المدينة الباسلة.  

المصور البورسعيدى وليد منتصر وصف ديفيد سيمور، وشهرته «تشيم» بالقول: «مصور صحفى وثائقى يرقى لدرجة فنان، وهو بولندى الأصل يهودى الديانة هاجر إلى أمريكا بعد عمله بالتصوير وتجنس بجنسيتها». ويضيف منتصر شارحا أسباب تفرد سيمور: «هو صاحب صور توثق التاريخ وتنبض بالإنسانية، وكان أحد ثلاثة مصورين أسسوا أكبر وكالة تصوير صحفى بالعالم وهى (وكالة ماجنم)».   

ويضيف منتصر حول آخر أيام سيمور والتى قضاها فى بورسعيد: «وصل إلى بورسعيد قادما من قبرص فى ذروة أيام العدوان، وتحديدا فى 7 نوفمبر 1956، وقام من أول دقيقة بالتقاط عشرات الصور الموثقة لمعاناة شعب بورسعيد وما نال أحياءها من دمار شامل، وذلك فى توثيق إنسانى غير متكرر لحقيقة ما جرى فى بورسعيد وقتها».

وينتقل منتصر إلى اليوم الأخير فى حياة المصور البولندى، فيحكي: «فى يوم 10 نوفمبر، استقل ديفيد سيمور سيارة جيب مع زميله الصحفى الفرنسى جان روى، واتجها جنوب بورسعيد ليصورا مراسم لتبادل للأسرى. ولكن سيارتهما تعرضت لإطلاق نار كثيف أدى لمقتلهما على الفور، لتنتهى أقصر مهمة تصوير فى تاريخ الحروب بالعالم، والتى لم تستغرق أكثر من أربعة أيام، ولكن إنتاجها سيبقى فى ذاكرة التاريخ دليلا على أهوال وفظائع هذه الحرب».

ويضيف: «أعمال سيمور دليل على سمو ورقى مهنة التصوير فى توجيه عين العالم إلى الحقيقة بعيدا عن خداع الحروف والكلمات».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق