صدر رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد للعالم أنه حقق انتصارا ساحقا ماحقا على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى وأن الأمور كلها تحت السيطرة، بعد أن تمكنت قواته من دحر المتمردين ودخول العاصمة ميكيلى .
بيد أننا حذرنا فى هذا المكان منذ أسابيع من أن انتصاره العسكرى لن يحقق أمنا واستقرارا لبلاده بسبب وعورة الإقليم وحرب العصابات التى قد تشنها قوات الجبهة الشعبية التى أعلن قادتها عدم استسلامهم ومواصلتهم القتال.
وأمس الأول شهدت العاصمة الإثيوبية انفجار قنبلة يدوية بمحيط أحد المساجد أودى بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين, بالإضافة إلى قنبلة ثانية انفجرت فى مطلع الشهر الحالى بالقرب من مطار أديس أبابا الدولي, وتفكيك قنبلة ثالثة وسط العاصمة قبل أن تنفجر.
ووفقا لتقرير حديث صادر عن المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية فإن إعلان آبى أحمد انتصاره فى القتال أمر سابق لأوانه لعدة أسباب، أهمها أن الصراع فى تيجراى عزز الاضطرابات العرقية وترك سكان الإقليم يشعرون بأنهم مهددون من قبل جيرانهم وبأنهم منبوذون من الحكومة الفيدرالية، مما يؤكد استمرار الصراع, كما أن الحرب ألقت بظلال الشك على هدف رئيس الوزراء من مشروعه للإصلاح السياسى وأوجدت شعورا بأن غرضه هو تعزيز مركزية السلطة لمصلحة جماعة أمهرة العرقية وليس تنفيذ إصلاح حقيقي,أضف إلى ذلك أن اتهام قوات جبهة تحرير تيجراى لإريتريا بالتورط فى المعارك سيؤدى إلى توسيع الصراع ليتحول إلى نزاع إقليمي!!
ولكل هذه الأسباب قرر الاتحاد الأوروبى معاقبة آبى أحمد وتعليق مساعدات لإثيوبيا بقيمة 110 ملايين دولار، ودعا إلى وقف الأعمال العدائية وضرورة إيجاد حل سياسى للنزاع فى المنطقة!!
نزاع تيجراى ليس إلا حلقة فى سلسلة إخفاقات الرجل الحائز على نوبل للسلام.. بدأها بمراوغاته المكشوفة وتعمده إفشال محادثات سد النهضة.. ثم الاعتداءات المتكررة على حدود السودان.. وجميعها تؤكد أن السلام لا يعرف سبيلا لسياساته التى لا تضر جيرانه فقط ولكن أبناء شعبه أيضا!!
[email protected]
لمزيد من مقالات مسعود الحناوى رابط دائم: