لملم 2020 أوراقه استعدادا لايداعها كتاب التاريخ، تلك الأوراق التي شهدت الكثير من الاحداث التي كانت غالبيتها صعبة ليس على المستوى الشخصي فحسب وانما على المستوى العالمى، فمع بداية العام اجتاحت العالم جائحة اربكت حساباته، وعطلت مسيرته، جائحة جاءت من دون تمهيد ولا سابق معرفة، حتى وان كانت تنتمي لعائلة مرض الانفلونزا التي تستوطن الشتاء، وبسببها يكره كثيرون انا منهم فضل الشتاء، ورغم معرفتنا بمعاناة مريض الانفلونزا الذي يحتاج لاسبوع على اقل تقدير لاسترداد عافيته، الا ان كوفيد 19 المعروف شعبيا بكورونا، جاء ليقض مضاجع البشر في كل انحاء العالم المتقدم منه والمتأخر، وتغيرت الحياة تماما بعدما نشب كورونا اظافره في كل اتجاه، وتمكن من فرض سيطرته على الحياة، فأغلق المحال وعطل الدراسة ومنع المصافحة ومنعت التجمعات وألغيت الاجتماعات وتحول العالم كله الى قرية صغيرة فعليا من خلال الفضاء الافتراضي الانترنت، ولان حب الحياة غريزة فطرية لدى البشر حاولوا واجتهدوا في مكافحة الفيروس من خلال اجراءات احترازية تحاول أن تحافظ على حياة الناس مع استمرار تصريف الامور الخاصة والعامة في ظل حالة الركود التي سيطرت على اسواق واقتصاد العالم كله ، فلم تعد هناك طائرات تحلق في السماء ولا سفن تشق عباب البحار، ورويدا رويدا عادت السماوات تستقبل الطائرات وتنقل البشر من بلد الى آخر، ورست السفن على المرافئ بعد غياب، وعادت الفرق الى الركض فوق البساط الاخضر وعلى الابسطة، بعدما اعلن العالم ضرورة التعايش مع الفيروس بدلا من الانتظار لحين ابتكار لقاح له، وهكذا عادت الحياة رويدا رويدا الى طبيعتها التي كانت قبل الجائحة، وكان أكبر استحقاقين في المجتمع هما امتحانات الطلاب في المراحل التعليمية المفصلية الشهادات التي على ضوئها سيتحدد مستقبل الطلاب, والانتخابات النيابية لمجلسي الشيوخ والنواب والتي على ضوئها سيحدد المستقبل السياسي في السنوات الخمس المقبلة، وكان لزاما على الحكومة ان تقتحم المشكلة مستعينة بعد توفيق الله على الثقة في النفس والامكانات التي وفرتها الدولة لمجابهة هذا الفيروس في كل مراحله، وانطلقت امتحانات الشهادة الاعدادية وبعدها الشهادات الثانوية الفنية والعامة، ولحقت بها امتحانات الشهادات الجامعية، وجميعها مرت بفضل الله بامان وسلام رغم صدور اصوات محبطة قبل اجرائها تحذر من تفش للفيروس حال اقامتها والحمد لله خرجت الامتحانات بلا اصابات، وفرحت الاسر بالتغلب على الكابوس الذي أرقها خشية ضياع العام على ابنائها ، وعمت الفرحة بيوت الطلاب بانتقال ابنائهم الى المرحلة التالية في المسيرة التعليمية ومنهم من كانت فرحته عارمة بإنهاء مرحلة التعليم وبدء دخول مرحلة العمل، وبفضل الله كنت واحدا من اولياء الامور الذين عانوا طيلة العام بسبب الجائحة التي هددت مستقبل الطلاب في السنوات النهائية للتعليم الجامعي، لكن فضل الله كان عظيما، وعشت بنفسي فترة الامتحانات لابنتي شروق حيث كنت اصطحبها الى الامتحانات في السنة النهائية لكلية طب الاسنان بجامعة الاهرام الكندية، وتعرفت عن قرب على الاجراءات الاحترازية التي طبقتها الجامعة لضمان سلامة ابنائها، واشهد انها كانت متميزة وصارمة في آن واحد، وهنا وجبت التحية لرئيس الجامعة الدكتور فاروق اسماعيل وعمداء الكليات وجميع الادارات، واكتمل المشهد السعيد للطلاب وأولياء امورهم بحفل التخرج الانيق الذي نظمته الجامعة لطلابها وحضره الاستاذ علاء ثابت رئيس التحرير نائبا عن الاستاذ عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الادارة ورئيس مجلس الامناء للجامعة، وكان أبرز ماميز الكلمات الاجماع من رئيس الجامعة ورئيس تحرير الاهرام على توجيه التحية لاولياء الامور على صبرهم ودعمهم وتحملهم طيلة سنوات الدراسة وعليهم أن يطلقوا العنان للفرحة بحصادهم، وكما مثل حفل التخرج فرحة للطلاب وذويهم، كان حصاد العرس الانتخابي لمجلسي الشيوخ والنواب يترجم قدرة الدولة على التنظيم لاصعب الاحداث دون وقوع مشكلة واحدة بفضل الله، وهو ما تستحق عليه الحكومة التحية بقيادة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووجبت التهنئة لكل من نال ثقة أهل دائرته الانتخابية، وان كنت اخص بالتهنئة ابن الاهرام الصديق العزيز محمد زكي نائب رئيس تحرير الاهرام العربي، الذي فاز بمقعد دائرة الحامول وبيلا والبرلس، عن جدارة وبأعلى الاصوات، ففوز محمد زكي كان بمثابة طاقة ايجابية لكل من يعرفونه من زملائه واهل بلده، ذلك الانسان المتواضع دمث الخلق، الذي لايتوانى عن خدمة من يقصده ممن يعرفهم أو لم يسبق له التعرف عليهم، فهو انسان يعشق خدمة المجتمع الذي نشأ فيه، ويشعر بمتعة عندما يرسم بسمة على وجه اي انسان، وأثق انه سيكون نائبا بارعا تحت القبة.
لمزيد من مقالات أشرف محمود رابط دائم: