رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحليل إخبارى
صراع الجواسيس ومحاولات اختراق واشنطن

فايزة المصرى

بينما يستعد الأمريكيون للاحتفال بموسم الأعياد، ينشغل خبراء أمن الإنترنت بالعمل ليل نهار وخلال العطلات الأسبوعية لإزالة آثار الاختراق الإلكترونى الكبير. استهدف هذا الاختراق المعلومات اليومية والملفات السرية ومراسلات العاملين فى جهات حكومية عدة مثل وزارات الخزانة والأمن الوطنى والتجارة والعدل، وعشر شركات اتصالات، وخمسة أفرع من الجيش إلى جانب وزارة الدفاع ووكالة الفضاء الأمريكية وهيئة البريد ومكتب رئيس الولايات المتحدة، وحوالى ثمانين فى المائة من أكبر خمسمائة مؤسسة خاصة عملاقة.

ويُعتقد أن العميل 29، المعروف بـ «الـدب اللطيف- التهديد المتقدم المستمر» هو من قام ببراعة بهذه العملية لحساب إدارة المخابرات الأجنبية الروسية (إس فى آر). وبحسب ماتم نشره حتى الآن، بدأت العملية هذا العام فيما بين شهرى مارس ويونيو ولم يتم كشفها سوى مطلع الأسبوع الحالى. تم الاختراق عن طريق النفاذ سرا لبرنامج كمبيوتر تستخدمه هذه الجهات المختلفة أثناء عملية تحديثه، بما جعل كل أسرار أمريكا متاحة أمام أعين المتلصصين.

وتكمن الخطورة فى اتساع نطاق الاختراق، بما يثير فرضية تدبير عمل عدائى للإضرار بمختلف مناحى الحياة، لاسيما الاقتصاد. وفيما أنكرت موسكو تورطها، وجدها بعض السياسيين الأمريكيين فرصة لتوجيه اللوم للرئيس دونالد ترامب لما يعتقدونه تهاونا من جانبه فى مواجهة الرئيس الروسى فلاديمير بوتن بخصوص عمليات التجسس الإلكترونى الروسية، وعدم الحسم فى الرد على الاختراق الروسى للنظام الإلكترونى للحزب الديمقراطى خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016. وإذا كان بعضهم قد طالب قبل سنوات بضرورة شن هجوم إليكترونى ضد مناوئى أمريكا انطلاقا من أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع، وهو مافات أوانه الآن، فإنهم يطالبون حاليا بالرد بقوة على هذا الاختراق للانتقام والردع. وفى سياق آخر كشفت تسريبات من الحزب الشيوعى الصينى عن زرع آلاف الأشخاص والكيانات التابعة للحزب داخل كبريات المؤسسات والجامعات الغربية فى مقارها المختلفة حول العالم. وكان منشقون صينيون قد سرقوا هذه البيانات من سيرفر «خادم» شنغهاى الإلكترونى فى 2016 قبل تسريبها أخيرا لوكالات الأنباء.

جاءت هذه التسريبات قبل أقل من أسبوع على نشر تقرير صحفى حول تورط عضو الكونجرس الديمقراطى إيريك سوالويل فى مستهل حياته السياسية فى علاقة غرامية مع سيدة صينية تعرف باسم كريستين فانج. وقد تبين لاحقا أنها جاءت إلى أمريكا كطالبة، لكنها سعت للإيقاع بالنائب وغيره من السياسيين الصاعدين فى ولاية كاليفورنيا ضمن عملية للمخابرات الصينية. وفى مقابلة مع شبكة «سى إن إن» أعرب النائب سوالويل عن صدمته لنشر هذا التقرير باعتبار أن تلك واقعة قديمة، وأن محققى مكتب التحقيقات الفيدرالية قد نبهوه قبل ست سنوات لخطر هذه السيدة وأنه تعاون معهم لإحباط أنشطتها.

ورغم قدم الواقعة إلا أنها أثارت موجة من الاهتمام والتحفز، وهو ما كشفت عنه مقابلة صحفية مع رون جونسون رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكى الذى قال إن أجهزة الأمن تفتح كل عشر ساعات تحقيقا جديدا حول عملية تجسس محتملة. ولأن أعضاء الكونجرس الأمريكى صيد ثمين لمثل هذه العمليات، فإنه سيندهش كثيرا إذا كان سوالويل هو النائب الوحيد الذى حاولت مخابرات أجنبية السيطرة عليه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق