بوضوح
خط العمر وخط الصحة

الحياة رحلة طالت أم قصرت فلابد يوما أن تنتهى، وقديما قالوا «إش حال مريضكم قالوا سليمنا مات»، فالحياة أو الموت ليس لهما علاقة بالصحة أو المرض، هذه حقيقة لمسناها ونعايشها كل يوم من خلال علاقاتنا فى الحياة بمن حولنا من الأهل والجيران والأصدقاء والزملاء. كثيرا ما كان الواحد منا يجلس مع صديق أو قريب له ويتركه لمدة يوم أو ليلة وأحيانا لساعات معدودة وفجأة نسمع خبر وفاته. والحقيقة المؤكدة أن استمرار حياة الإنسان ليست مرتبطة بتعافيه أو صحته، وليس معنى أن الإنسان يتمتع بصحة جيدة أنه سيعيش أكثر من غيره، كما أن موته ليس مرتبطا بمرضه. فكم من مريض تعافى بعد أن أشرف على الموت، وكم من سليم مات وهو فى ريعان شبابه وكامل صحته وحيويته. فقدنا كثيرا ممن حولنا وهم فى كامل صحتهم وفى ريعان شبابهم، ويعيش بيننا الكثيرون من أصحاب العلل الكثيرة والأمراض المتعددة، وكم من مرة قالوا إن حالتهم خطيرة وأمراضهم مستعصية، وفجأة يمن الله عليهم بنعمة الشفاء وتتحول أحوالهم من مرض إلى شفاء ومن ضعف وهوان إلى قوة ونشاط. يجب على كل منا ألا يحكم على شخص بالموت لمجرد أنه مريض و ألا نحكم على آخر بالاستمرار فى الحياة وطول العمر لمجرد أن حالته الصحية جيدة، بل يجب أن نترك الأمر لرب الكون يدبره كما يشاء فله فى كل شىء حكمة تدل على أنه الواحد، خط العمر وخط الصحة ليس لهما علاقة ببعضهما البعض، شفى الله كل مريض وأطال فى عمر سليمنا ومريضنا.