رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد اعترافة بالتحايل على الرقابة
هكذا قدم وحيد حامد أجرأ أفلام السينما المصرية مع عاطف الطيب

زين العابدين خيرى

فى ندوة تكريمه فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى اختتمت فعالياته أمس الخميس، قال السيناريست الكبير وحيد حامد الحاصل من المهرجان على درع الهرم الذهبى عن إنجاز العمر: «أريد أن أنصح الكُتّاب بضرورة التحايل على الرقابة، فكنت أتعمد إقحام مشهد تافه بالسيناريو المعروض على الرقابة، مثل مشهد قبلة أو شيء من هذا القبيل، وأتصارع عليه مع الرقباء، حتى ينشغلوا به وتمر المشاهد الأصعب على خير».

.................................

وفى تصديره لفيلم «البريء» الذى قدّمه مع المخرج عاطف الطيب فى العام 1986 كتب حامد: «إهداء إلى عشاق الحرية والعدالة فى كل زمان ومكان أهدى هذا الجهد المتواضع»، وهكذا كان الدرب الذى سار عليه الرفيقان وحيد حامد وعاطف الطيب فى مشوارهما معا الذى امتد لخمسة أفلام كان بها حامد هو السيناريست الأكثر عملا مع الطيب، فكانت كل أعمالهما معا صرخات تنادى بالحرية وإن بأشكال وطرق مختلفة؛ ففى فيلمهما الأول «التخشيبة» (1984)، بطولة نبيلة عبيد وأحمد زكي، قدّم حامد والطيب شهادتهما على المجتمع فى تلك الفترة، فالفيلم الذى يدور فى إطار اجتماعى لا يخلو من التشويق ولا من التلميحات عن الفساد الذى استشرى فى هذا الوقت فى العديد من المجالات، فالطبيبة التى تقوم بدورها نبيلة عبيد تجد نفسها متورطة فى مصائب ومشاكل لا أول لها ولا آخر بسبب حادث سير بسيط ويتم اتهامها بتهمة فضائحية لا أساس لها من الصحة، وفى النهاية تجد نفسها مدفوعة للانتقام ممن تسبّب لها فى كل ذلك الظلم.

ويعد فيلمهما «البريء» (1986) بطولة أحمد زكى ومحمود عبد العزيز وممدوح عبد العليم، يعد الأجرأ على الإطلاق بين أفلام السينما المصرية فى هذه المرحلة. وقد تأخّر عرض الفيلم كثيرا بسبب الاعتراضات الرقابية والسياسية المتعددة عليه، ووصل الأمر إلى اختصار بعض الجمل فى مشاهد الفيلم المختلفة، كما تم حذف مشهد النهاية من قبل لجنة رقابة شكّلها مجلس الوزراء للمرة الأولى فى تاريخ السينما المصرية وضمت 3 وزراء هم: وزير الدفاع الأسبق الراحل المشير عبد الحليم أبو غزالة، ووزير الداخلية الأسبق الراحل أحمد رشدي، ووزير الثقافة الأسبق الراحل أحمد هيكل، وقررت تلك اللجنة العليا حذف المشهد بحجة أن الزمن لا يتناسب مع عرضه!

وفى فيلمهما «ملف فى الآداب» (1986) بطولة مديحة كامل وفريد شوقى وصلاح السعدني، يواصل حامد والطيب البحث فى قضية الحد الفاصل بين جهاز الأمن كقوة لخدمة المواطن وتحقيق الأمان له، وبين جهاز الأمن كأفراد وكروتين وكإجراءات تعيق تحقيق ذلك، بل وتقلبه أحياناً الى قوة تمارس السلطة وتتلذذ بها.

وبعد استراحتهما فى فيلم «الدنيا على جناح يمامة» (1988) بطولة محمود عبد العزيز وميرفت أمين ويوسف شعبان، الذى لا يخلو من الحديث عن الفساد المستشرى فى كل أمور الحياة فى مصر فى ذلك الوقت، يعودان لفتح الملفات المسكوت عنها بفيلم آخر من أجرأ أفلام السينما المصرية وهو «كشف المستور» (1994) بطولة نبيلة عبيد وفاروق الفيشاوى ويوسف شعبان؛ حيث يرفعان معا سقف الحرية إلى أعلى مدى له، فالفاسدون هذه المرة ليسوا مجرد ضباط أو مسئولين صغار بل مسئولون فى جهاز مهم «للبحث والتحري».

الجرأة فى كشف الفساد ومواجهته لم تكن فقط فى أفلام وحيد حامد مع عاطف الطيب ولكنها كانت السمة الغالبة على العديد من أعماله الأخرى التى تحتاج بالتأكيد إلى مقالات ومقالات للحديث عنها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق