رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«التفاح».. «الموجة الغريبة» فى السينما اليونانية

كتب ــ د. مصطفى فهمى

يوصى الأطباء بأكل تفاحة يوميا للحفاظ على صحتنا، خاصة القلب والعقل، وكثيرون يتناسون تنفيذ هذه النصيحة، وربما يتذكرها البعض، بعد الإصابة بالمرض، قائلا.. «أين التفاح»، كما فعل «أريس» بطل الفيلم اليونانى بالإنتاج المشترك مع سلوفينيا وبولندا «التفاح»، المعروض فى قسم البانوراما الدولية من فعاليات المهرجان.

بعد فقدان «أريس» للذاكرة ، ودخوله المستشفي، يبدأ الأطباء فى تنفيذ برنامج علاجي، يتذكر أكل والده للتفاح للحفاظ على ذاكرته، فيتجه بطل الفيلم، لشرائه على أمل استعادة الذاكرة، لكن المرض كلمته أقوى من الأطباء والتفاح، البطل الموازى فى الفيلم.

أحداث مأساوية أخرجها خريستسو نيكو ، فى أول أفلامه الروائية الطويلة، شارك فيه، ستافروس رابتس كتابة السيناريو ، معتمدا فى رؤيته على الكوميديا السوداء، لمزجها بين المأساة والكوميديا، ليوضح حجم معانة أريس، وإبراز سلوكه وأبعاد نفسيته، برصد وتحليل عميق.

فالمأساة نشاهدها فى مرضه، ومعاناته ومحاولاته تجاوزها، أما الكوميديا فتظهر من خلال أداء الممثل أريس سلفاتلس المتقن للدور، واستخدام جسمه وملامحه فى صناعة كوميديا الحركة، خلل الإدراك العقلى فى كوميديا الشخصية، ورد الفعل والتصرف فى المواقف لنرى كوميديا الموقف.

حالة من السيريالية والعبث جسدها نيكو برؤيته كمخرج، ومشارك فى كتابة السيناريو، تذكرنا بروح صمويل بيكييت، ويوجين يونسكو، أحد أبرز كتاب مسرح العبث، الذى ظهر منتصف خمسينيات وستنييات القرن الماضي، نتيجة للدمار النفسى والاجتماعي، الذى سببته الحرب العالمية الثانية.

وأكد خريستسو هذه الرؤية بضبابية الصورة، التى أبرزها مدير التصوير، بارتوس سوينارسكي، واستخدامه زوايا تصوير وإضاءة تؤكدها وتوضح الاضطراب لدى أريس، الذى تتسم حالته النفسية والعقلية بالضبابية أيضا.

يعتبر نيكو، من رواد موجة السينما اليونانية الجديدة أو «الغريبة»، كما يطلق عليها فى بعض الأحيان، التى ظهرت عام 2009، مع الأزمة الاقتصادية العالمية، وعبر عنها المخرج اليوناني، يوجوس لنسيموس، فى فيلمه «أسنان الكلب»، وعمل نيكو مساعد مخرج فى هذا الفيلم.وكما كان للحرب العالمية الثانية، تأثير اجتماعى ونفسى على الأدب والفنون، أبرزه كتاب مسرح العبث، فإن الأزمة الأقتصادية العالمية، بآثارها فى 2009، أنجبت الاتجاه الجديد، الذى قدمه لنا خريستسو بروح أزمة فيروس كورونا، الذى أثر على العالم بدنيا ونفسيا، وقبلها الأزمة الاقتصادية التى مرت بها اليونان، وأعلنت على أثرها إفلاسها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق