رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
بايدن وسد النهضة

الخميس الماضى، أصبح جريجورى ميكس النائب الديمقراطى أول أمريكى أسود يفوز برئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ذات التأثير العالى. وترافق ذلك مع تحركات متواصلة بين قيادات للسود الأمريكيين لدعوة إدارة بايدن لاتخاذ موقف (محايد) من أزمة سد النهضة بزعم انحياز ترامب للموقف المصري.

أحد أهم الملفات التى تنتظر الإدارة الجديدة، كيفية التعامل مع قضية السد، وإثيوبيا تحديدا. هل ستلغى قرار ترامب، فى أغسطس الماضي، بقطع المساعدات عنها لعدم استجابتها لجهود الوساطة الأمريكية لحل الأزمة مع مصر والسودان؟، أم ستكون لديها تفاصيل كاملة تؤكد أنها ضربت عرض الحائط بمقترحات التسوية، وتمضى قدما غير عابئة بأى اعتبار وأى وسيط؟.

الضغوط لتحويل مسار الموقف الأمريكى تتركز على نقطتين. أولا: أن واشنطن عليها مراعاة موقف إثيوبيا الصعب للغاية، والمتمثل بأزمة ثلاثية خانقة هي: كورونا المستشرى بقوة وهجوم الجراد الذى أفسد الزراعة والفيضانات المدمرة، إضافة للحرب الأهلية المندلعة بإقليم تيجراي. ثانيا: أن قطع المساعدات ولوم إثيوبيا فى فشل مفاوضات السد سيجعلانها تتشدد وترفض الوساطة الأمريكية، كما تقول الباحثة (من أصل إثيوبي) تيجست ميليسى بمجلة فورين بوليسي.

هذا التوجه يؤيده قطاع مهم من السياسيين الأمريكيين السود، بينهم القس البارز جيسى جاكسون، والذين يدعمون إثيوبيا لمجرد أن شعبها من ذوى البشرة السوداء، ويتحدثون عن أبعاد عنصرية لدغدغة مشاعر ناخبيهم وجعل السد قضية داخلية لها علاقة برفضهم مواقف ترامب العنصرية. هنا يتوقف العقل ولا يعود للمنطق فائدة تذكر. لم يسأل هؤلاء أنفسهم: وهل مصر والسودان دولتان أوروبيتان أم أفريقيتان؟، ألا يمثل النيل لمصر أهمية تفوق ما يمثله لإثيوبيا بالنظر لوجود أنهار أخرى لديها؟. لقد أقامت مصر حضارة هى الأعظم، ومازال الأفارقة الأمريكيون يفتخرون بها بل ينسبونها لأجدادهم. كيف كانت ستزدهر هذه الحضارة لولا النيل؟

حاليا، يمارس الأمريكيون الأفارقة ضغوطا على بايدن لاختيار أكبر عدد من السود بمناصب فى الإدارة مما يشى بممارستهم دورا مهما فى الفترة المقبلة، لذا، فإن الاستعداد للتعامل مع هذا المتغير الذى سيؤثر علينا فى قضايا كثيرة أهمها سد النهضة، ضرورى للغاية.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: