رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أسوان.. المعابد والسد والعقاد ويعقوب «5»

إذا ذُكرت أسوان، ذُكر معها معابد أبى سمبل وفيلة ومقتنيات متحف جزيرة إلفنتين، والسد العالي، وعباس محمود العقاد، ومؤسسة مجدى يعقوب لأبحاث القلب، فالمعابد والمقتنيات شهادة حية على عظمة الحضارة الفرعونية، والسد العالى يمثل انتصار إرادة شعب فى مواجهة قوى كبرى استهدفته، أما العقاد فهو ثمرة تلاقح مع حضارات حاولت تطويع المثقف المصرى وصهره فى بوتقتها، فقام باحتوائها وصهرها بطابع حضارة مصر وثقافتها، ومؤسسة مجدى يعقوب لأبحاث القلب، التى أسسها ابن مصر البار الطبيب العالمى د. مجدى يعقوب، تعد استمرارًا لدور أسوان العلمي، الذى بدأه قبل قرون عديدة إراتوستينس، حين دحض نظرية الأرض المسطحة، وابتكر أول حساب لمحيط الكرة الأرضية، متخذًا أسوان مركزًا والإسكندرية نقطة طرفية، لحساب طول القوس بين النقطتين، وزاوية سقوط ضوء الشمس على كل من المدينتين ومنهما حسب محيط الأرض، معتمدًا على تعامد الشمس على مدار السرطان (المار تقريبًا بأسوان) يوم 21 يونيو.

وأسوان أو بلاد الذهب، كما أطلق عليها قديمًا، لما تضمه مقابر ملوك النوبة بها من كنوز، كانت فى عصور المصريين القدماء مركزًا تجاريًا للقوافل القادمة من وإلى النوبة، فعرفت باسم سونو ومعناها السوق، وأطلق البطالمة عليها اسم سين وسماها النوبيون يبا سوان. وثراء أسوان الثقافى ليس وليد اليوم، لكنه يعود إلى حقب تمتد إلى عصر الفراعنة، وزاد التألق فى العصر الإسلامى وتحديدًا فى القرنين 6-7هـ فصارت مركزًا ثقافيًا مهمًا، بها 3 مدارس أقدمها مدرسة أسوان، والمدرسة السيفية، والمدرسة النجمية، ولهذا اختارها مؤسس مصر الحديثة محمد على باشا لتكون مقرًا لأول مدرسة حربية فى مصر عام 1837م، وتفردت بما يطلق عليه أدب النوبة وهو أدب يعبر عن الثقافة والتقاليد النوبية، كما اشتهرت بفنون قولية شعبية مثل الندب والعديد وهو غناء نسائى شعبى سريع الإيقاع، وفن النميم وهو شعر قولى تلقائى يروى ولا يكتب، يعبر عن روح الجماعة الشعبية، ومن رواده شحات أبو عثمان وعبده أبو حديدة. ومن أعلام أدباء أسوان: عباس الأسوانى وابنه د. علاء، حجاج حسن أدول، محمد خليل قاسم، حسن نور، إدريس علي، عبد الوهاب الأسواني، أحمد الليثى الشرونى. ولا يفوتنى فى الختام الترحم على المفكر ووزير الثقافة الراحل د. ثروت عكاشة الذى كان له ــ بعد الله ــ فضل إنقاذ معابد أبى سمبل وجزيرة فيلة، بقيادته الناجحة للحملة الدولية فى ستينيات القرن الماضى، للحفاظ على هذا التراث الخالد للأجيال اللاحقة.


لمزيد من مقالات أسامة الألفى

رابط دائم: