رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

شارك بفكرة

تلعب الأفكار والمبادرات الفردية دورا مهما فى عمليات التنمية والتقدم للدول والمجتمعات، فالأفكار الإيجابية الجديدة تلبى عند تنفيذها احتياجات مهمة للمجتمع وتنمى روح الإيجابية لدى الفرد صاحب هذه الأفكار وتبعده عن منهج التفكير المعتمد على السلبية والتواكل والتهميش، فيشعر الإنسان بقيمته فى تنمية مجتمعه ويكون ذلك حافزا له لمزيد من العطاء وتعزز ثقافة الانتماء، ومشاركة المواطنين فى بناء وتنمية دولهم، ولذلك فإن كثيرا من الدول تؤسس مراكز متخصصة لاحتضان الأفكار الجديدة فى مختلف المجالات، سواء أكانت أفكارا لمشروعات عامة تحقق إنجازات جديدة للدولة والمجتمع أو أعمالًا ومشاريع ريادية خاصة. وقد لعبت الأفكار الإبداعية دورا كبيرا فى تقدم المجتمعات الغربية فى أوروبا والولايات المتحدة الامريكية، حيث قدمت هذه الأفكار حلولا للتحديات التى واجهت هذه الدول وساهمت فى صناعة المجتمعات المعاصرة ورسم مستقبلها، بل إن معظم المشروعات العامة فى الولايات المتحدة كانت نتاجًا لأفكار خاصة تحولت إلى إنجازات على الأرض، ومنذ سنوات قليلة استحدث البيت الأبيض مكتبا للابتكارات هدفه استقبال وبحث كل الأفكار الجديدة لإصلاح الإجراءات الإدارية فى المؤسسات الحكومية، وتستهدف تحديث الخدمات الحكومية وتكنولوجيا المعلومات، وإنشاء مشاريع بنية تحتية تحويلية، وتنفيذ إصلاحات تنظيمية وعملية، واستحداث وظائف جديدة وفرص عمل، وتطوير برامج النهوض بالقوى العاملة فى المستقبل، وكل ذلك بمشاركة خبراء من القطاع الخاص وشباب يمتلكون أفكارا إبداعية. وفى مصر، التى تضم أكثر من مائة مليون نسمة معظمهم من الشباب، توجد أفكار إبداعية كثيرة لخدمة المجتمع لدى عديد من المواطنين، بعضها يظهر على مواقع التواصل الاجتماعى أو من خلال بريد القراء بالصحف والمواقع، لكنها لا تجد الاهتمام الكافى نتيجة عدم ظهورها بشكل منظم يتيح لأى جهة دراستها والاستفادة منها. ومن هنا جاءت أهمية وجود قسم خاص فى الموقع والتطبيق الإلكترونى الخاص برئاسة الجمهورية ــ والذى تم إطلاقه بشكله الجديد مؤخرا ــ يحمل اسم (شارك بفكرة) ويستهدف تفاعل المواطنين مع الموقع الرسمى للرئاسة للمشاركة فى بناء مستقبل الوطن من خلال تقديم الأفكار والمقترحات البناءة فى مختلف المجالات، وبث الموقع فيديو توضيحيا على الفضائيات وشبكة الإنترنت يلخص عمل هذا القسم، بتأكيد أن فكرة صغيرة يمكن أن تتحول إلى مشروع ضخم، فالأهرامات والسد العالى والمتحف المصرى الجديد وشبكة الطرق الضخمة والمدن الجديدة كلها كانت فى وقتها مجرد أفكار قبل أن تتحول إلى إنجازات وحقيقة موجودة على الأرض غيرت التاريخ، والدول تبنى على أفكار أولادها، ونحن نريد أن نستمع إليك، وسواء كنت داخل مصر أو فى الغربة لك مكانك كى تكتب اسمك على خريطة مصر ومستقبلها.ويتم ذلك من خلال الدخول على الموقع الإلكترونى لرئاسة الجمهورية والضغط على (شارك بفكرة) وإدخال بعض البيانات الأساسية مثل الاسم ورقم التليفون ورقم بطاقة القومى السارية والجنسية وعنوان البريد الإلكتروني، ثم كتابة تفاصيل الفكرة والعائد المادى منها، وشرح التفاصيل شرحا وافيا، وبعد تسجيل الفكرة، يتم عرضها على إدارة محتوى الموقع، ثم تصل إلى الجهات المختصة بالفكرة. بعد ذلك يتم إعلام المتقدم بالفكرة عن طريق رسالة نصية بوصولها إلى الجهات المختصة وجارِ النظر فيها ،وبعد قبولها من الجهات المختصة، يتم التواصل مع المواطن ليكون شريكًا فى الفكرة أو المشروع.

إن (فكرة النهاردة.. هى مستقبل بكرة) وهو الشعار الذى حمله الفيديو الترويجى للموقع الرئاسى، فهى حقيقة مهمة بالفعل، خاصة أن المصريين لديهم كنز من الأفكار بحكم العدد الكبير من السكان والتطور الكبير فى طريقة تفكير الشباب المصرى الذى اتسعت مداركه ورؤاه بعد انفتاحه على العالم من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة وخاصة شبكة الإنترنت وما تحويه من تطبيقات ومواقع، وهو يطرح أفكارا كثيرة بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعى لكنها تضيع فى خضم ملايين البوستات والتعليقات والبحث عن الإثارة والترافيك، دون أن ينتبه لها أحد ويستفيد منها. ولاشك أن توسيع نطاق الاستعانة بأفكار المواطنين والاستفادة منها هو أمر يصب دائما فى المصلحة العامة، ويؤدى إلى طفرات مهمة من خلال اكتشاف أفكار إبداعية قد تكون غير مسبوقة، ولعلنا لم ننس كيف استفادت حرب أكتوبر 1973 من أفكار جديدة لم تكن مطروحة من قبل فى التغلب على تحديات مهمة وساهمت فى تحقيق النصر، من أبرزها فكرة التغلب على الساتر الترابى لخط بارليف باستخدام مدافع المياه، وهى الفكرة التى تقدم بها مهندس شاب يومئذ هو اللواء مهندس باقى زكى يوسف رحمه الله، وكذلك فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة بين قوات الجيش المصرى خلال الحرب، وهى الشفرة التى حيرت إسرائيل وعجزت عن حلها طوال فترة الحرب لأنها غير موجودة فى أى قاموس من قواميس العالم، وكان صاحب الفكرة أحمد إدريس مجند نوبى بقوات حرس الحدود وقتئذ متعه الله بالصحة. إن القسم الخاص بـ «شارك بفكرتك» على الموقع الإلكترونى لرئاسة الجمهورية، والموقع كله بشكل عام يزيد من التفاعل بين القيادة والشعب لصالح الدولة المصرية، ويبث المعلومات الرسمية الصحيحة إلى الرأى العام مباشرة دون وسيط، وهو الأمر الذى حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على توضيحه دائما، وسط الحروب الإعلامية الكثيرة التى تتعرض لها مصر. ولابد أن تولى وسائل الإعلام بمختلف أنواعها موضوع (شارك بفكرتك) أهمية قصوى، ونشرها على أوسع نطاق لتصل إلى جميع فئات الشعب، وتشجيع المواطنين على التقدم بأفكارهم فى جميع المجالات، وعرض الأفكار المتميزة ومناقشتها إعلاميا، ومتابعة تطورات تنفيذها، والتفاعل معها لإطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة لدى كثير من المصريين بمختلف فئاتهم وأعمارهم وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وتأكيد أنهم شركاء فى صناعة حاضر ومستقبل هذا الوطن.


لمزيد من مقالات فتحى محمود

رابط دائم: