لا تزال الأنباء الواردة إلينا من إثيوبيا تفاجئنا وتصدم العالم بأمور لم تكن فى الحسبان.. فمن يصدق أن الرجل الحائز على جائزة نوبل للسلام يهدد أبناء شعبه المدنيين فى تيجراى بقصفهم بالمدفعية.. مهما بلغت درجة شراسة معاركه مع قادة الإقليم!
ولا أتذكر أن زعيما سياسيا حكيما أو قائدا عسكريا متمرسا قد بلغت به الجرأة والجبروت وهدد بقصف مدنيين.. سواء كانوا من أعدائه خارج البلاد أو للقضاء على أى تمرد أو حركة انفصال داخل دولته.. الأمر الذى دفع متظاهرين من تيجراى إلى التجمع أمام متحف التاريخ بواشنطن رافعين لافتات حملت صور آبى أحمد كتبوا عليها (فائز خاطئ بجائزة نوبل) وأخرى حملت عبارة (هذه ليست سياسة ولكنها إبادة جماعية)!
ولا أظن أن المهلة الجديدة التى حددها رئيس الوزراء الإثيوبى للمقاتلين المسلحين فى مدينة ميكيلى عاصمة تيجراى بـ72 ساعة للاستسلام قبل هجومه على المدينة سوف تؤتى نتائجها.. حيث سبق أن حدد لهم نفس المدة كى يسلموا أسلحتهم دون جدوي.. فضلا عن أن قائد الإقليم رد على التهديد بتأكيده أن قواته صامدة فى قتالها وأنهم يشتبكون مع القوات الحكومية حول بلدة أديجرات التى تبعد 116 كيلو مترا عن العاصمة ميكيلي.
وحتى لو تمكنت قوات آبى أحمد من التقدم نحو تيجراى فإن التقارير تؤكد أن خطوط إمدادها ومناطقها الخلفية ستصبح أكثر عرضة لهجمات العصابات وسيزداد عدد ضحاياها بسبب وعورة التضاريس فى المنطقة التى تخدم قوات تيجراى .. ناهيك عن الفظائع التى خلفتها المعارك الحالية والتى تكشف أن الناس يموتون ببطء ويعانون نقص الغذاء والوقود والنقود والمأوى والماء وأن القتال ترك أكثر من مليونى طفل فى حاجة ملحة للمساعدة والآلاف فى خطر مخيمات اللاجئين السودانيين!
الوضع إذن جد خطير ويهدد, وفقا للتقارير الدولية, بتفكك إثيوبيا (التى تضم أكثر من 80 مجموعة عرقية) فيما يشبه النموذج اليوجوسلافي.. وجر القرن الإفريقى كله إلى المجهول!
[email protected]
لمزيد من مقالات مسعود الحناوى رابط دائم: