رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
إعلام أرامل ترامب!

ترامب الخاسر ليس وحده فى مأزق بل إعلامه أيضا. اعتقدت المؤسسات الصحفية والإعلامية التى ظلت على مدى 4 سنوات تردد وتشيد بكل خطوة أو كلمة تصدر عنه، أنها تعيش أزهى أيامها، وأن القادم أفضل. الآن تواجه عالما يتغير وواقعا سياسيا ليس مواتيا.

سواء كان إعلاما رسميا أو خاصا، يجد أنصار ترامب من المديرين التنفيذيين والصحفيين أنفسهم بورطة. ماذا سيفعلون بدونه وكيف يستعيدون مصداقيتهم؟. قبل يومين، أصدر قاض فيدرالى حكما أمر فيه مايكل باك رئيس هيئة الإذاعة الدولية (الحكومية)، التى تشرف على صوت أمريكا وراديو أوروبا الحرة وراديو ليبرتى، بالتوقف عن التدخل والتأثير فى عمل الصحفيين والحد من استقلاليتهم، قائلا: ما يقوم به باك انتهاك للتعديل الأول بالدستور، الذى يحمى حرية الصحافة. باك الذى تولى منصبه قبل شهور، دمر حيادية صوت أمريكا وأخواتها وحولها إلى بوق لترامب، وأقال كل القيادات التى لا تنفذ توجيهاته. منع الانتقادات لترامب وإدارته حتى لو كانت مستندة لوثائق ومعلومات.

الإعلام الخاص فى أزمة أيضا. قناة فوكس نيوز الشعبوية المحافظة، التى استخدمها ترامب سلاحا ضد معارضيه واختصها بحواراته وأخباره، تواجه أزمة وجودية. كانت أول من أعلن فوز بايدن بولاية أريزونا مما أغضب الرئيس وأنصاره، فانهالوا عليها تشويها وهجوما. حاولت أن تبدو مستقلة حفاظا على مصداقيتها، لكن ترامب ومعسكره اتهموها ببيع نفسها للشيطان وفقدان احترام ملايين المشاهدين المخلصين (من أنصاره بالطبع).

حاولت ألا تبدو دمية ترامب الإعلامية، فقطعت البث عن مؤتمر متحدثة البيت الأبيض، عندما ادعت وجود تزوير بالانتخابات الرئاسية، لكن بعض المذيعين المرتبطين بترامب ظلوا متمسكين بنظرية المؤامرة وتشويه خصومه. تجد إدارة القناة نفسها غير قادرة على تحقيق التوازن بين جمهورها والجمهور الأوسع. تخشى تراجع عدد مشاهديها، وبالتالى تراجع الإعلانات. لم تتوصل إلى صيغة مثلى للخروج من نفق وضعها فيه ترامب.

إذا دخلت السياسة الإعلام أفسدته وأفقدته مصداقيته، وإذا ساير الإعلاميون الساسة خسروا جمهورهم وربما وظائفهم. الجمهور يقبل على وسيلة إعلامية معينة، عندما يجدها تلبى حاجاته وتحترم عقله ولا تسلمه إلى السياسيين.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: