رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
قبل حلول العام الموبوء!

بعد مرور عام كامل على بدء ظهور وباء كورونا «كوفيد 19 المستجد» وفى انتظار نجاح العلماء فى إنتاج اللقاح المنشود لوقاية البشرية من هذه الجائحة، التى لم تحصد فقط أرواح مئات الألوف من البشر وإنما دمرت الاقتصاد العالمى وصنعت حالة من الكساد لم يعرفها العالم منذ كساد الثلاثينيات من القرن الماضى، أعتقد – ومثلى كثيرون – أن هذه الجائحة كانت شرا وشررا مستطيرا لم يسلم منه أحد، ولكن بمقدور البشرية أن تتعامل مع هذا الحدث الجلل بمنظور متفائل ينظر إلى وجود اعتبارات للخير أكثر من اعتبارات الشر والضرر، على أساس أن مثل هذه الأوبئة تحمل أجراس إنذار للمستقبل من أجل بناء حصون الوقاية فى حرب تتلاحق معاركها مع الجراثيم والفيروسات الطبيعية والمصنعة معمليا!

تلك هى طبيعة الصراع الأبدى بين الإنسان والأوبئة والآفات منذ بدء الخليقة، والقول بغير ذلك يمثل تجاهلا لدروس التاريخ وأهمها أن الدول العظمى والدول الصغرى تتساوى فى تعرضها للأوبئة ومن ثم تدفع تلقائيا إلى أهمية تعزيز التعاون الدولى إزاء أخطار من هذا النوع، الذى لا يعترف بالحدود السياسية للدول وبمقدوره أن يخترق الحدود وأن يعبر المحطات دون أى عائق.

إن هذا الاجتياح الواسع للوباء – على امتداد الكرة الأرضية – والذى لم يستثن بلدا وحيدا فى العالم ربما يدفع البشرية إلى الانتباه واليقظة وعدم الانخداع بمظاهر التقدم وعوامل القوة بعد أن أثبتت أرقام ووقائع الجائحة الحالية أن الكرة الأرضية بأكملها أصبحت تحت وطأة الوباء قرية صغيرة بالفعل ليس فقط بمنظور ثقافة العولمة فحسب وإنما كحقيقة فرضت نفسها ولا مجال لإنكارها!

لقد صنع وباء كورونا نوعا فريدا من الوحدة الإنسانية بين جميع الأمم والشعوب، ولم يعد الحديث عن الحاجة لبناء حد أدنى من وحدة المصالح كجدار واق فى مواجهة المخاطر أسطورة خرافية من وحى المفكرين الأوائل بعد أن أثبتت أحداث الجائحة الأخيرة أن الوحدة الإنسانية شيء حقيقى وأصيل ولا غنى عنه للكبار قبل الصغار لضمان حماية الوجود.

وما لم يستفد الجميع من دروس هذه الجائحة فإن ألسنة اللهب قد تأكل الأخضر واليابس فى أى جائحة قادمة!

إن كل المؤشرات المقلقة - حتى الآن – بشأن الموجة الثانية من الوباء وما ترتب عليها من زيادة ملحوظة فى حجم الإصابات واستمرار نزيف الوفيات فى العديد من دول العالم – وبينها مصر – تستوجب المزيد من التشديد فى تطبيق الإجراءات الاحترازية حتى لا يمثل فصل الشتاء المقبل بيئة ملائمة لنشوء أجيال جديدة من هذا الفيروس اللعين وتعاظم شبح المخاوف من أن يصبح عام 2021 هو العام الموبوء بجدارة حسب تقديرات الخبراء العالميين فى مجال الطب الوقائي!

خير الكلام:

<< فى الحظيرة الواحدة قد يوجد جواد وجحش!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: