رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
عروس البحر تغرق

بحار مصر لا يوجد لها مثيل في كل شواطئ العالم، لا شيء يشبه مياه الساحل الشمالي وهذا اللون الذي يجمع الأزرق مع التركواز، ولا شيء يشبه شاطئ الإسكندرية المدينة التي شاخ الزمان حولها وبقيت شابة رغم كل ما تعرضت له من الإهمال.. منذ سنوات كنت في زيارة لليونان وفي لقاء مع عدد من كتابها كان الحديث عن الإسكندرية من زارها ومازال يحفظ معالمها.. وهناك من كان يحلم أن يزورها في يوم من الأيام .. وقد حملت مدن كثيرة اسم الإسكندرية في العالم وبقيت إسكندرية الكنانة هي التاريخ والذكريات والحضارة... أكاد لا اصدق أن أري المدينة العريقة وهي تغرق في «شبر مية» إننا نعرف من عشرات السنين مواسم النوات والأمطار في الإسكندرية وكان الناس يستعدون لها وكانت وسائل الصرف الصحي تتحمل ضغط الأمطار.. وفي الأيام الأخيرة بدت المدينة غارقة في السيول، البلاعات مسدودة، والسيارات معطلة، والشوارع مكدسة، والمياه تتدفق في البيوت والناس تتساءل أين الملايين التي تنفقها الدولة علي مشروعات الصرف الصحي، وأين يعيش الناس والبيوت تحولت إلى مستنقعات؟.. كان يكفي ما حدث في العام الماضي حين نزل الجيش ينقذ المدينة من السيول وكان الجنود يواجهون الأمطار وكأنهم في ساحات حرب رغم أن هذا ليس عملهم ومسئوليتهم.. كان ينبغي أن تتعلم الإدارة المحلية من دروس العام الماضي وأن تستعد لموسم الأمطار.. ماذا نسمي ما يحدث الآن حين تغرق المدن الكبري عندنا في موسم الأمطار.. إن ما حدث في الإسكندرية حدث في المنصورة وفي مدن أخري ولا يعقل أن تنفق الدولة مليارات الجنيهات علي البنية التحتية ثم نجد أنفسنا أمام هذه المهازل.. إننا نعرف أن المناخ في العالم كله يشهد الآن متغيرات شديدة وأن مصر دخلت مناطق الأمطار.. وقد شهدت مناطق كثيرة في الصعيد والبحر الأحمر وسيناء والساحل الشمالي أمطاراً وسيولا جديدة علينا.. إن الإسكندرية عروس مصر وأجمل المدن فيها ينبغي ألا تبدو غارقة في «شبر مية» بهذه الصورة الكئيبة.. يبدو أننا لا نتعلم من دروس الماضي ولهذا تتكرر الأخطاء..

 

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: