رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صناعة الصحف فى عصر الإنترنت

خلال العقد الماضي، تنامى عدد مستخدمى الإنترنت فى جميع انحاء العالم بشكل كبير. اذ بلغ 46.8 % من سكان العالم عام 2017 ، مع توقع ان يصل الى 54 % فى العام القادم حسب Statista.com. وفى دراسة حديثة نشرت بمجلة المتصل (The communicatar) المرموقة للباحثين الهنديين الاكاديميين باوان كوندال وراغجندرا ميشرا. تقول الدراسة إن تطور الإنترنت ساهم بشكل مطرد فى تطور وسائل الإعلام المطبوعة حيث بدأت العديد من الصحف والمجلات فى نشر إصداراتها على الإنترنت مما جلب العالم بأسره إلى سطح المكتب أو الهاتف المحمول للقارئ. وتسبب ذلك فى العديد من الآمال والتحديات لصناعة الصحف أهمها حدوث تغييرات جديدة ومثيرة فى إنتاج الأخبار ونشرها. فى نهاية عام 2010، أنه للمرة الأولى، حصل عدد أكبر من الناس على أخبارهم من الإنترنت أكثر من الصحف حسب رونسيال وميتشل. يثير هذا التحول الهائل الذى يحدث فى المشهد الإعلامى الإخبارى تساؤلات جديدة حول تأثير الويب على قراء الأخبار، بما فى ذلك تفاعلهم معها. انتقد البعض الصحف عبر الإنترنت لكونها مجرد محتوى تم تجريفه من نظيراتها المطبوعة، والمقدمة تقليديًا، دون استخدام الكثير من إمكانات الإنترنت (جرير وجوبمان). توفر الأخبار عبر الإنترنت الفرصة لتطوير طرق جديدة تمامًا لتقديم الصحافة، واقترح جان شافر من مركز بيو للصحافة المدنية أن يتم ذلك باستخدام مجموعة أدوات أكثر تفاعلية. التفاعل هو أحد الأشياء التى تعطى قيمة للإنترنت كوسيط. يمكن أن تقدم الصحف قصصًا متعمقة، ويعطى التليفزيون صورًا وأصواتًا. لكن عندما يقدم مقدمو الخدمة هذه العناصر عبر الإنترنت، غالبًا ما يواجه المستخدمون قيودًا تقنية. قد يتم التغلب على هذه العقبات التقنية فى غضون بضع سنوات، ولكن لا يزال يتعين على صحافة الويب أن تقدم شيئًا أكثر، شيئًا فريدًا الآن. البيئة الحالية لديها وسائل إعلام تحاول تحديد ما إذا كانت الأخبار عبر الإنترنت مكملة أو تنافسية لعملياتها (دوتا وبيرجمان). بينما يحاول الصحفيون فهم كيفية العمل فى منصات وسائط متعددة. (هوانج، دافيسون، دافيس وغيرهم). ولا يمكن اعتبار الجمهور متجانسًا لأنه يتكون من مستخدمين مختلفين من خلفيات وتصورات وحتى استخدامات مختلفة لوسائل الإعلام. تتحدى نظرية الجمهور النشط فكرة أن ما يقوله الإعلام ضرورى لفهم ما يعتقده الناس. وتطرح فكرة أن الأفراد لديهم القدرة على تفسير وسائل الإعلام بأنفسهم. فالصحف لها تقاليد فى البحث والتجميع والمعالجة وإنتاج الأخبار بطريقة يومية أحادية الاتجاه ، ولكن يمكن للإنترنت أن يمنح المستخدمين القدرة لجعل عملية إعداد التقارير أكثر حيوية إذا تمكن زوار الموقع من رؤية وسماع أو قراءة المصادر التى اعتمد عليها الصحفيون (هلونجوان). وإلى الحد الذى تستفيد فيه المواقع بالكامل من امكانيات الإنترنت التى تجعلها متفردة. قال لورى إن كلا من الصحفيين والمستخدمين يجب ان يقوموا بتطوير مخططات جديدة لمعالجة الأخبار عبر الإنترنت بدلا من أن ينظروا إليها كنسخة معدلة من الصحافة المطبوعة. الإنترنت يسمح للمستخدم ان يتورط. هذه ميزة للمنشورات على السوشيال ميديا مثلا. واذا كانت اغلب الصحف لا تتكسب من وضع نسخها على الانترنت الآن، فهذا الاتجاه سيوفر للناشرين الفرصة لتطوير المزيد من الإيرادات على أساس منتجهم الأساسي. لقد أثبتت فعالية تلك الوسائل التفاعلية أنها جذابة كثيرا، مما قد يبعد الجمهور حتى عن التليفزيون للاشتراك فى النص التفاعلى .تظهر الصحف على الإنترنت بأشكال مختلفة لا تمثل صحفا إلكترونية فقط وتطبيقات الهاتف المحمول وغيرها. وتعتمد نظريتها على فكرة أن وسائل الإعلام الجماهيرية تكون نشطة بدلا من المبنى للمجهول بمعنى أن المتلقى يفعل ذلك لا لتلقى المعلومات فقط، ولكن أيضا دون وعى لمحاولة الاشتراك فى الرسالة.

ورغم الشعور الرائع بحمل النسخة الورقية من الصحيفة فى متناول اليد، فإن نسخة الويب بها امكانيات اكبر وسبلا أكبر للتفاعل. وبصرف النظر عن المحتوى، فستجد نسخة الويب بها ألوان، رسومات، دعاية، عناوين متعددة، تصور مرئى جذاب وأنماط أخرى لعرض الكلمات المطبوعة قد عززت التفاعل. لم نعد قارئًا سلبيًا لما هو غريب ولكننا نشارك بشخصياتنا فى شئون اليوم والمشكلات والأحداث والمواقف. أضاف الشكل الجديد مزيدًا من مشاركة القارئ.فى الوقت الحالى ، ولا يقتصر الأمر على وسائل الاعلام فحسب ، بل قام المستخدمون أيضًا بتغيير أولوياتهم فى أمور مثل نمط الحياة، والاحتياجات، والذوق، وما إلى ذلك، مما يضطر وسائل الإعلام إلى تغيير نفسها. نحن فى عصر المشاركة الجديد حيث تكون الحدود بين المستهلك و منشئ المحتوى غير واضحة بشكل متزايد.


لمزيد من مقالات د. أحمد عاطف دره

رابط دائم: