رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أوراق
سكة مطر

صف إحساسك عند سقوط المطر، أتشعر بصقيع وتتدافع من فيك أبخرة الشتاء البيضاء، أم تتضور جوعاً مع نغمات الرياح وصراخها، مشروب ساخن تحتسيه يشعرك دفئاً، أم تحرر أكبال قدميك وتنطلق بخواء لتجد معطفاً، كم أفنيت بعدد السنين من عمرك، بخريطة الأحياء حدد موقعك ثم عن جريرتك أقصص ما شئت؟ وتساؤلات أخرى متباينة يعجز لسان حال اللاجئين حول العالم عن شرح تفاصيلها، فما بين لغة الأنا ووهن نبضات الإنسانية وسماتها، اشتدت قسوة أمم كانت ولاتزال تتوارى خلف ثياب التحضر، فتغافلت معاناة أكثر من 70 مليون لاجئ حول العالم، بينهم مرضى ونساء بأطفالهم ومن بلغ من العمر أرذله!, فلكل قارة من السبع قارات بكوكبنا العتيق بصمة فى نشوب حرب أو نزاعات، خلفت وراءها سلسلة وموجات من اللاجئين الجدد افتقروا لرعايتهم صحياً وللتعليم والعمل، بخلاف حاجتهم الملحة ليشعروا بالأمن والاستقرار، إن مسئولية الدول الغنية تجاه هؤلاء اللاجئين الفارين إلى الحدود للنجاة مسئولية إلزامية، فى إطار النظرة الشاملة لأسرة المجتمع الدولي، وما ينبغى على الدول الغنية فعله، يختزل فى تغيير نظرتها للاجئين بذلك المنظار البغيض، الذى ينظر إليهم به ولا يوجد له بمعايير الإنسانية مسمي، وإن تعثر إرسال المعونات للاجئين فى أسرع وقت، فعلى أقل تقدير يجب أن تفى الدول الغنية بوعودها فى تمويل الأمم المتحدة بما يلزم مالياً، للوفاء بالاحتياجات الأساسية للاجئين من طعام وأدوية تخفف معاناتهم وآلامهم، لأنهم لو نجوا فى مواقعهم بالعراء من نقص الغذاء والأغطية، ومن حشرات وزواحف المناطق الحدودية، فلن ينجوا من ترصد عصابات الاتجار بالبشر، ويكفيهم ترك المتاع قبل الفرار وافتقارهم لبدائله بمخيمات الإيواء، كما أنهم فى جميع الأحوال ضيوف سكة مطر.


لمزيد من مقالات ياسر مهران

رابط دائم: