رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصيف الملك فاروق وأم كلثوم الأثير
مرج البحرين

مايسة السلكاوى

خلال زيارتى لمدينة رأس البر بعد سنوات طويلة إذ تغيرت ملامحها ، ولكن تبقى طبيعتها وجوها الجميل كما كان ، تذكرت وصف روبرت كوخ العالم الألمانى بعد زيارته لها سنة 1883م . وكانت الحكومة المصرية انتدبته لمقاومة وباء الكوليرا الذى انتشر فى تلك الفترة ، فوصفها قائلا : «إن مصيف رأس البر قد يصبح من أفضل المصايف وأشهرها ، نظرا لموقعه المتميز ، وهوائه العليل ، وشواطئه الذهبية ، وبعده عن الضوضاء ، وهو أقل رطوبة من باقى المدن والمصايف الساحلية المصرية ، وتكثر فى هوائه كميات اليود ، مما يجعل المصيف مناسبا جدا من الناحية الصحية» .

..................................................



رأس البر مدينة قديمة وكانت تعرف باسم «جيزة دمياط» أى بر دمياط ، وعندما زارها المقريزى سماها «مرج البحرين» لالتقاء مياه البحر المتوسط المالحة بمياه النيل العذبة فى المنطقة المعروفة باللسان ، ثم أطلق عليها اسم رأس البر لأنها المدينة المصرية الوحيدة التى تطل على ساحل البحر المتوسط وتشكل أرضها لسانا من اليابسة داخل الماء . أما مدينة رأس البر الحالية فأنشئت سنة 1823م فى عهد محمد على باشا، حين كان يذهب إليها مشايخ الطرق الصوفية وأتباعهم فى دمياط للاحتفال بمولد الشيخ الجربى بالمنطقة المعروفة حاليا «بالجربي» جنوب رأس البر، كما كان يتردد عليها التجار فى الأزمنة القديمة لاستقبال سفنهم العائدة من رحلتها .

عرفت مميزات رأس البر منذ أن زارها روبرت كوخ فأصبحت منذ ذلك الحين وحتى منتصف القرن العشرين المصيف المفضل لدى الطبقة الأرستقراطية فى مصر، خاصة خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، حين لم تتمكن الأسر الأرستقراطية من السفر للخارج لقضاء إجازاتهم كالمعتاد ، مما تسبب فى الاهتمام بها وتطويرها كمصيف .وكانت البداية سنة 1902م حيث تم وضع أول خريطة هندسية للمدينة توضح مواقع العشش وأرقامها وكذلك الأسواق وكل معالمها، كما تمت إنارة شوارعها بالفوانيس .

ويرجع سبب تسمية منازلها بالعشش، إلى أن بعض المصريين من المدن الأخرى بالدلتا كانوا يخرجون للتنزه بمراكب شراعية فى النيل خلال الصيف وعندما يصلون إلى شاطئ تلك المدينة يصنعون أكواخا من البوص للإقامة بها بعض الوقت وكانت تعرف بالعشش ثم تطورت إلى بنايات لا يزيد ارتفاعها على متر تقريبا ، ثم تستكمل الجدران والأسقف بالأكياب ، إلى أن تطورت إلى مبان خرسانية وفيلات فاخرة كما نراها الآن ، وبارتفاع ثلاثة طوابق .

وتوالت على مر السنين أعمال التطوير بإصلاح الطريق الزراعى ثم إنشاء كوبرى دمياط على النيل 1930م ، ولحماية ساحل المدينة من التآكل أنشئ سنة 1938م رصيف من الأسمنت المسلح بطول 150 مترا وهو ما تم تسميته باللسان . وفى 1944م تم وضع مشروع جديد لتخطيط مصيف رأس البر بحيث تكون مدينة ثانية وبدأ تنفيذه تدريجيا حيث تم شق طريق جديد داخلها لتسهيل التنقل بين شوارع المصيف والمعروفة بالطفطف وأصبح من العلامات المميزة لرأس البر ، وتم مد المدينة بمياه الشرب والصرف الصحى .

زادت شهرة مصيف رأس البر وأصبح من أشهر المصايف المصرية وأهمها لكثير من رجال الدولة والمشاهير والفنانين قبل 1952م من أبرزهم الملك فاروق والنحاس باشا وكل الوزراء وأم كلثوم وعبد الوهاب ، وكانت تعرض بمسارح رأس البر المسرحيات المشهورة فى تلك الفترة وتقام بها الحفلات الغنائية لكبار المطربين والمطربات أثناء الصيف .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق