أزمة صحية ألمت بها مؤخرا، لكنها لم تثنها عن العودة السريعة للمجال الذى تعشقه حد التفانى فيه، والتبحر فى علومه وفنياته طوال عقود من الزمن. فإذا ما ذكر قطاع «السينما التسجيلية» فى مصر، ورد اسم المخرجة سميحة الغنيمى ضمن قائمة المبدعين الذين لهم تأثير عظيم فى هذا القطاع.
وعودة الغنيمى المتعجلة والشغوفة تليق بحجم المشروع الذى بدأت العمل عليه ويحمل عنوان «مصر الجديدة»، موثقا لحالة الحراك والإنجاز الذى تعيشه مصر فى الفترة الأخيرة.
شغف الغنيمى أيضا يجدد التأكيد على ما عرف عنها من إصرار ودأب، كانا هما السبب الرئيسى فى نجاح مشوارها الثرى فيما يخص إبداعات الأفلام التسجيلية. نالت سميحة الغنيمى ألقابا عديدة منها «شاعرة السينما التسجيلية» و«ساحرة الفيلم التسجيلى» و«مبدعة الوثائقيات».. لتكون مصدرا رئيسيا لإثراء مكتبة التليفزيون المصرى.
وحول مشوارها مع الأفلام التسجيلية، حكت سميحة الغنيمى للأهرام، قائلة: «طوال حياتى المهنية، أحرص على تقديم أعمال تجمع ما بين القيمة الفنية والتركيز على البعد الوطنى»، مشيرة إلى ما نالته فى بداياتها من تشجيع وثناء سواء على المستوى المحلى أو الدولى.
وتخص بالذكر، الاستقبال الإيجابى من جانب الدوائر الفنية لعملها التوثيقى الخاص «رحلة العائلة المقدسة»، الذى أتمته فى التسعينيات، ليتم عرضه بعدد من المحطات التليفزيونية العالمية، وذلك بالتزامن مع التليفزيون المصرى، احتفالا باستقبال الألفية الثالثة.
ولكن «رحلة العائلة المقدسة» ليس وحيدا على قائمة الغنيمى، التى تضم أيضا أفلام: «حارة نجيب محفوظ»، و«عاشق الروح». وعن هذه الأعمال تحكى موضحة: «لكل فيلم من هذه الأفلام ذكرى خاصة، فقد أثنى أديبنا الكبير صاحب نوبل نجيب محفوظ على الفيلم، واعتبرته قرينته أفضل ما تم إنتاجه حول حياة أديبنا الكبير، وكذلك كان تعليق نهلة القدسى، قرينة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب عن الفيلم الذى تناول حياته».
وتضيف موضحة أنها ارتبطت بعلاقة ودية وثيقة مع عائلة القامتين المصريتين، حيث كانت تتوجه إلى منزلهما بعد الفجر تقريبا للتصوير وصناعة الفيلم بشكل احترافى.
وعن سلسلة القصور التاريخية المصرية الباهرة، التى أبدعت فى تصويرها وإخراجها، حكت: «أكثر ما أسعدنى، وصف هذه السلسلة بأنها خير سفير لمصر فى أنحاء العالم كله، ويكفى اختيارها للعرض على متن الرحلات الجوية لتعريف المسافرين بجانب من الكنوز والإبداع الكائن فوق أرض مصر».
وتضيف الفنانة الكبيرة: «هذا الشكل من التكريم والتقدير أعتبره جائزة حقيقية تضاف لجائزة الدولة للتفوق فى الفنون، التى حصلت عليها عام 2016، وترشيحى لنيل جائزة الدولة التقديرية للعام 2020». وتؤكد أن الأفلام التى قدمتها بمثابة «أبناء لها»، إلا أنها تخص فيلم «مناجاة الرسول»، الذى تعتبره اداتها لتقديم رسالة السماحة فى الإسلام، وذلك بتكثيف فنى خاص خلال العمل الذى يستغرق 10 دقائق. وتقول: «تضمن الفيلم إجابة لكل الأسئلة والأزمات المثارة حاليا، إذ صور سماحة الرسول وأخلاقه فى أداء رسالته».
سميحة الغنيمى هى حلقة الوصل بين الجيل المؤسس لفن الفيلم التسجيلى فى مصر، وبين الجيل الحالى من المجتهدين فى هذا المجال. فمازالت تعمل على تقديم المزيد من الأفلام التسجيلية التى تتناسب وتاريخ مصر، وتصلح لخوض المنافسة فى زمن الفضائيات والمنصات الرقمية. وكونها من أبرز مخرجات الأفلام التسجيلية فى العالم العربى، يجعلها قادرة على المساهمة فى دعم مساعى الإبداع المصرى الحاضر فى مجال الأفلام التسجيلية.
رابط دائم: