العلاقات المصرية - السودانية تاريخية وممتدة، ولكن مرت تلك العلاقات بالعديد من التأرجحات بسبب محاولات بعض القوى فى المنطقة وغيرها اثارة الأزمات، وبخاصة من جانب السودان، خلال حكم عمر البشير، وعندما تحسنت الظروف لم يتخل الشقيقان عن وحدة مصيرهما، فالتهديدات التى تمس السودان تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومى المصري، والعكس صحيح. لم تتخل الدولة المصرية عن السودان لفترات طويلة و قدمت العديد من المساعدات له وكان للقوات المسلحة دور كبير فى تلك المجالات الانسانية على وجه الخصوص، وعندما زاد التنسيق فى ظل تهديدات عديدة تمر بها المنطقة انطلقت لأول مرة المناورات العسكرية المشتركة نسور النيل -1 بين القوات الجوية المصرية ونظيرتها السودانية، وأيضا بمشاركة عناصر من قوات الصاعقة، وذلك فى اطار التنسيق بين البلدين، وايضا للتدريب على العديد من المهام، فى ظل ما تشهده المنطقة من أزمات، وأهمها مواجهة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، ومحاولات تهديد المجرى الملاحى للبحر الأحمر ومضيق باب المندب، والتنسيق فى كل الأمور التى تهدد المنطقة، وتأتى تلك المناورات بالتزامن مع زيارة قائد قوات الدفاع الجوى السودانى للقاهرة وحضوره تدريبات بالذخيرة الحية لقوات الدفاع الجوى وبحضور الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى المصري، اذن فالتنسيق واضح بين البلدين فى المجال العسكري. ان السودان هو العمق الاستراتيجى للدولة المصرية، وحماية المصالح بين الدولتين يصب أولا وأخيرا فى استقرار المنطقة والتفرغ للتنمية الشاملة فى البلدين بما يحقق الرخاء والاستقرار. ان المناورات المصرية السودانية هى الاولى، ولن تكون الاخيرة - فهى مقدمة لتعاون عسكرى مثمر بين البلدين لنقل الخبرات والتنسيق العسكري.
لمزيد من مقالات جميل عفيفى رابط دائم: