رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
فرحة الإخوان تنطفئ

لم يكد الإخوان يعلنون فرحتهم بأنباء نجاح بايدن فى الانتخابات الأمريكية، متلهفين ودون أن ينتظروا النتيجة الرسمية، حتى جاءتهم ضربة قوية من النمسا، السبت الماضى، بمداهمة الشرطة لـ 60 منزلاً ومتجراً للجماعة فى 4 ولايات نمساوية، واعتقال 30 منهم، مع مصادرة نحو 20 مليون يورو بين أصول وأموال سائلة! وأكدت النمسا أن هذا الإجراء ليس ارتجالاً ولم يكن متعجلاً، بل إنه جاء بعد مراقبة هذه العناصر لمدة 21 ألف ساعة، مع تحقيقات منذ أكثر من عام، كما تم جمع أكثر من 1.2 مليون صورة لاجتماعات وتجمعات لأشخاص مشبوهين..إلخ! وتأتى قوه الضربة من أن النمسا عضو فى الاتحاد الأوروبى، أى أنها تلتزم بأن تتيح المعلومات التى تحصَّلت عليها ضد الإخوان إلى بقية دول الاتحاد، البالغ عددها 28 دولة، يصير قادتها فى حرج أمام الرأى العام لديهم إن هم تلكأوا، لحسابات أخرى، فى اتخاذ مواقف شبيهة ضد الإخوان.

أسئلة كثيرة عن تفسير دوافع الموقف النمساوى، فى هذا التوقيت بالذات، إذا كانت ترجع لتبين حقائق مستجدة، أم هى بسبب رغبة النمسا فى توضيح موقفها للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن، بأنها لن تتورط فى السياسة التى كان يلتزم بها بايدن كنائب للرئيس فى إدارة أوباما، عندما كانت أمريكا تدعم الإخوان بكل قوة ضد إرادة الشعوب المنكوبة بهم، لأن المعلومات الرائجة، منذ ترشح بايدن، تقول إنه سوف يسعى لاستعادة هذه السياسة، وهو ما كان سبب فرحة الإخوان بأخبار عودته. ولكن الأهم أن مبادرة النمسا ضد الإخوان، التى من المرجح أن تتبعها مواقف أوروبية شبيهة، مع نشر معلومات تؤكد أنهم متورطون فى إرهاب عملى ومحتمل، كل هذا لا يوفر أجواء مواتية لبايدن لاحتمال أن يطلب من الأوروبيين أن يلتزموا بسياسته القديمة!

إذا استعدنا إلى الذاكرة أن النمسا، فى أوهام الإخوان، كانت محطة احتياطية لهم إذا ضاقت عليهم بريطانيا، فإن المؤشرات الجديدة، من النمسا وما قد يليها، مع التضييقات الجديدة أمام بايدن، ترجح أن ظروف الإخوان وحساباتهم ستكون أكثر صعوبة.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب

رابط دائم: