رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
معركة سد النهضة!

لم يعد هناك أدنى شك فى أن عقلانية السياسة المصرية تمثل عنوانا لمرحلة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى جعل مصر فى سباق مع الزمن دعما لكل جهد مخلص يستهدف مساندة كل ما يساعد على ترسيخ الاستقرار وتجنيب مصر والمنطقة التى تعيش فيها مخاطر الذهاب إلى خيارات صعبة.. وفى هذا الإطار يمكن فهم دوافع وأسباب التعامل المصرى الحكيم مع ملفات ساخنة مثل الملف الليبي, والملف الفلسطيني, وملف أزمة سد النهضة رغم ما يظهر على السطح كثيرا من علامات غير مشجعة تشير إلى عدم جدية بعض الأطراف فى هذه الملفات الساخنة ومحاولاتها الإفلات من دفع الاستحقاقات الواجب عليها سدادها طبقا لمقررات الشرعية الدولية وثوابت الحقوق التاريخية.

والحقيقة أنه لم يعد بمقدور أحد فى الساحة الدولية أن يشكك فى أن مصر كسبت كثيرا من التأييد والتعاطف بفضل امتطائها جواد العقلانية التى تعكس اعتدالا مصحوبا بالمرونة ودون أى إشارة توحى لأحد باستعدادها للقبول بالتفريط فى حق مشروع!

ولا شك فى أن هذا المنهج العقلانى أحد علامات القوة فى الموقف المصري, لأننا إذا لم نحقق من ورائه كسبا مستحقا, فإننا لن نخسر شيئا إذا سقط رهاننا عليه, لأن سقوط الرهان يوفر لمصر عند الضرورة كل مساحات الحركة الممكنة للتعامل بجميع الوسائل المتاحة استنادا إلى تأييد دولى لا يجرؤ أحد على التخلى عنه.

نعم إننا لم نخسر شيئا بمواصلة إبداء التجاوب مع أى جهود دولية أو إقليمية تستهدف بناء جسور للتفاهم حول أى من هذه الملفات الساخنة وعلى الذين تصدر عنهم صرخات التشنج والانفعال عبر فضائيات الفتنة والتحريض أن يدركوا أن نباحهم لا جدوى منه, وأن شعب مصر يدرك عن يقين مدى وعى القيادة السياسية وعدم انزلاقها إلى الفخاخ المنصوبة من أجل استدراج مصر إلى مواقف متشنجة حتى تقع مسئولية رفض الجهود الدولية أو الجهود الإقليمية على كاهلنا, ولنا فى نموذج التعامل المصرى الراقى مع ملف أزمة سد النهضة خير مثل وخير دليل, سواء فى مرحلة الرعاية الأمريكية للمفاوضات, أو فى المرحلة الراهنة التى يديرها الاتحاد الإفريقى.

والخلاصة: إن هذه المعركة التفاوضية الشرسة التى تخوضها مصر بكل ثبات دفاعا عن حقوقها التاريخية فى مياه نهر النيل, هى عنوان لصبر الحليم ولقدرته على تحمل المماطلات والمناورات دون أن يضيق صدر المفاوض المصرى أو ينفعل, لأن المهم هو الإصرار على بلوغ الأهداف والمقاصد المشروعة بكل الخيارات الممكنة والمتاحة فى التوقيتات المحددة التى لن يتم السماح بتجاوزها!

خير الكلام:

<< كن حكيما عندما تحاور وكن حليما عندما تغضب!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: