ليس هناك شخص واحد فى هذا العالم يمكنه ادعاء أن مايعرفه أكثر مما لايعرفه. وتعتمد معرفة الإنسان على ماعاشه شخصيا من أحداث وحكايات يتذكرها، وفترة المدرسة والمواد التى درسها، وقراءاته واطلاعاته، وحكايات الآخرين ومشاهداته التى يسجلها فى ذاكرته سواء خلال أسفار قام بها أو أفلام ومسرحيات وأحداث شاهدها. ويتم حفظ ذلك أوتوماتيكيا فى ذاكرة الشخص فى المخ، حيث تبدو الذاكرة مثل كشكول خال يكون التسجيل فيه فى الصغر بخط كبير واضح، ثم مع السنين تمتلىء الصفحات وتجرى كتابة الأحداث الجديدة على هوامش الصفحات وبين السطور وبخط أصغر تصعب قراءته أو تذكره كلما مضت السنون. ولعل هذا ما يفسر لماذا يتذكر الإنسان أحداث الطفولة والشباب التى سجلت بخط كبير واضح وينسى أحداث قبل يومين أو ثلاثة لأنها سجلت بخط ميكروسكوبى.
هذه مقدمة ربما فلسفية لعملية المعرفة التى تجعل كاتب هذه السطور يدقق فيما يقدمه للقارئ من معلومات جعلتنى لسنين طويلة أستعين بدوائر المعرفة والموسوعات التى ملأت مساحة كبيرة من مكتبتى، إلى أن ظهرت ثورة المعرفة التى بدأها موقع جوجل فى نهاية التسعينيات وقدمت وسيلة سريعة وسهلة للحصول على المعلومة فى ثوان بعد أن كان البحث عنها يستغرق ساعات. لكننى اكتشفت أنه كما للبشر أخطاؤهم كذلك لجوجل أخطاؤها، فقد استعنت بجوجل عند كتابتى عن متعدد المواهب سمير صبرى (عمود 11 نوفمبر) والأفراح التى كان يقيمها فى صالة فندق هيلتون، وأردت أن أسجل معلومة عن الفندق وإذا بى أقع فى خطأ كبير نقلته بكل أسف من جوجل كما هو. ونصف المعلومة التى نقلتها صحيح وأتذكره وهى أن عبد الناصر افتتح الفندق عام 1959، لكن نصفها خطأ بالغ وهو أن الرئيس الأسد حضر الافتتاح بينما لم يكن الأسد ظهر فى ذلك الوقت. وهناك سوابق أخطاء أخرى لم أقع فيها كما وقعت هذه المرة، الأمر الذى يجعلنى أنبه إلى ضرورة المراجعة وعدم اعتبار معلومات جوجل وثيقة مؤكدة!
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات صلاح منتصر رابط دائم: