أضواء خافتة، وأصوات هادئة، وطاقم عمل مدرب.. بهذه المواصفات تم افتتاح أول متجر سلع غذائية «صديق لمرضى التوحد» فى مدينة مونزا شمال إيطاليا. المتجر يعد الأول من نوعه فى أوروبا اعتمد مقاييس أخرى عديدة لاستقبال رواده المتفردين. فقد قام نشأت أصغرى المهندس المعمارى الإيرانى بتصميم ممراته وفقا لمعايير اتصال معززة وبديلة كما هو متبع فى التعامل مع هذه الحالات، وذلك بعد عرضها على الخبراء، كما تم وضع علامات بيانية وصور تشرح ما يحويه كل ممر، فضلا عن توضيح الإجراءات المتبعة، وسيحظى مرضى التوحد وذووهم بالأولوية عند الوقوف أمام خزينة الدفع. وكان «التعامل الطبيعى» هو المبدأ الأهم الذى تم التشديد عليه خلال تدريب طاقم المتجر على أسلوب التواصل مع مرضى التوحد.
تأتى هذه المبادرة بتضافر جهود المجتمع المدنى وإدارة سلسلة المتاجر الشهيرة فى البلاد، وسط انتقادات لغياب الدور الحكومى فى هذا الصدد حسبما نقلت وكالة أنباء «أنسا الإيطالية. ومن بين المساهمين فى إخراج هذا المشروع: مطعم «بيتزأوت» الذى تتم إدارته بشكل خالص بواسطة الشباب من مرضى التوحد.
وقد عبر القائمون على المشروع عن أمنيتهم فى تعميم التجربة بين سائر المتاجر فى بلد يولد فيه مصاب بالتوحد من بين كل 70 مولودا.
مراسم زواج تقليدى فى كوريا الجنوبية
«الخاطبة» فى كوريا الجنوبية
مرت عقود عديدة شجعت خلالها سلطات كوريا الجنوبية وسطاء الزواج على إبرام زيجات من أجنبيات، وذلك قبل أن تتفاقم مشاكلها. كان الهدف من هذه السياسة التغلب على مشكلة عدم التوازن بين الجنسين فى المناطق الريفية، حيث سادت ظاهرة هجرة الإناث إلى الحضر بحثا عن الوظيفة والزوج. بينما فضل أغلب الذكور البقاء فى الريف لزراعة الأرض ورعاية الوالدين وفاء للتعاليم الكونفوشيوسية. وفى محاولة لمعالجة ظاهرة شيخوخة السكان وزيادة إنجاب الأطفال، اتجهت الإدارات المحلية منذ عقد الثمانينيات إلى تقديم الدعم المالى لوسطاء الزواج (أى من يقومون بدور الخاطبة)، فكان الوسيط يحصل على ما يتراوح بين 4 آلاف و6 آلاف دولار مقابل كل زيجة بين مزارع كورى وامرأة صينية من الإثنية الكورية. وبمرور السنين، أصبح دور «الخاطبة» صناعة تدر دخلا وفيرا واتسعت دائرة الزواج لتشمل فتيات من الفلبين وفيتنام وكمبوديا. وعادة ما يكون الزوج مسنا والعروس فى سن صغيرة. لكن مالبث أن ظهرت مشاكل عديدة لهذه السياسة جعلت هيئات تابعة للأمم المتحدة تدرجها ضمن أنشطة تهريب البشر. فبالرغم من أن الزيجة يتم إبرامها بناء على موافقة العروس، إلا أن الدافع غالبا ما يكون اقتصاديا . وكثيرا ما يكون العروسان غير قادرين على التواصل بسبب جهل كل منهما بلغة الآخر وعدم التمكن من الحديث بلغة ثالثة مشتركة. وذلك فضلا عن التمييز وسوء المعاملة الذى تتعرض له العروس بعد فترة قصيرة من الزواج بعد أن تظهر الاختلافات بين الطرفين، خاصة أن الزيجات تعقد فى أغلب الحالات فى وقت قياسى. وبحسب شبكة «سى إن إن» الأمريكية فإن 42% من الزوجات الأجنبيات فى كوريا الجنوبية يتعرضن للعنف المنزلى بكل صوره. وبينما يشكو الكوريون من تعرضهم للعنصرية والنظرة الدونية من الغرب، فإنهم يتعاملون مع الجنسيات الآسيوية الأخرى على أنهم متفوقون عليهم. وفى محاولة لتصحيح صورة البلاد، بدأ مشرعون كوريون فى تبنى مشروع قانون «ضد التمييز»، يخول للدولة حماية الضحايا.
رابط دائم: