رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

سيدات بالمستطيل الأخضر .. ورجال على خشبة الباليه..
كرة القدم النسائية .. الباحثة عن الدعاية والدعم

كتبت ــ دعاء جلال

ظلت رياضة كرة القدم مقترنة دوما بالرجال، حتى بدأت الفتيات والنساء يتسللن تدريجيا إلى المستطيل الأخضر، ولكنه كان تسللا يغلفه كثير من الخوف وقليل من الاستحياء، بسبب وجود الكثير من الانتقادات والتنمر إزاء الفتيات اللاتى يفكرن فى ممارسة كرة القدم.

راما جويلى، محامية والمدير الفنى لفريق كرة القدم النسائية فى نادى البطل الأوليمبى أكدت لــ «الأهرام»، عدم حصول «كرة القدم النسائية» فى مصر على ما تستحقه، وترى أن الإعلام بجميع مستوياته هو المسئول الأول عن الإهمال الذى تعانيه لاعبات كرة القدم والقائمات عليها. وتضيف راما جويلى باستنكار واضح: « مباريات كرة القدم الرجالية وحدها التى تتم إذاعتها عبر منصات الإعلام، وسط اهتمام كبير، ما يكسبها شعبية جماهيرية ورعاة يقدمون دعمهم المادى».

وتوضح راما جويلى، التى تشغل أيضا منصب مستشار نادى البطل الأوليبى للكره النسائيه ومديرة مكتب المدير التنفيذى لإتحاد الكرة المصرى، أن أنظار العالم بدأت تتجه إلى كرة القدم النسائية مؤخرا بعد فوز المنتخب الأمريكى بكأس العالم للكرة النسائية، خاصة أن هذا الفوز جاء مباشرة بعد خسارة منتخب الرجال، ما جعل العالم كله يبدأ فى اكتشاف المستوى الاحترافى المرتفع للكرة النسائية.

تحكى راما جويلى عن تجربتها الشخصية مع كرة القدم التى بدأت بمتابعة ومشاهدة المباريات النسائية، حتى شرعت فى ممارستها عام 1999، إلى جانب أنشطة رياضية أخرى. بقولها: «تزاحمت الرياضات على جدولى بسبب عدم تقبل فكرة ممارسة طفلة لكرة القدم، ولكننى قررت بعد فترة أن أكتفى بكرة القدم لتعلقى الشديد بها». وتضيف : «قطعا وجدت بعض المعارضة من أسرتى لعدم اقتناعهم بما أبذله من مجهود فى التدريبات والتعلم، وسؤالهم المتكرر لى عن أهمية ما أقوم به فى مستقبلى المهنى والمادى». ولا تستطيع راما أن تنكر صحة وجهة نظرهم، وتضيف: «ذلك يرجع بنا إلى النقطة الأولى بخصوص تجاهل وسائل الإعلام لنا».

ولكن على الرغم من هذه العقبات، وفقا لراما جويلى، فإن الصورة ليست قاتمة تماما، موضحة: «فى الخارج أيضا النساء يواجهن نفس المشاكل، قد تكون بشكل أقل، ولكنها موجودة، وقد لاحظت ذلك خلال إحدى رحلاتى إلى المانيا لحضور مهرجان «ديسكفر فوتبول» - وكنت المصرية الوحيدة - المشكلات المادية التى واجهتها لاعبات كرة القدم أيضا هناك».

وتؤكد راما جويلى أنه شيئا فشيئا بدأت كرة القدم النسائية بمصر فى الانتشار، وبدأ ظهور فرق فى النوادى وأكاديميات لتدريب الفتيات والنساء، ومدربات ممارسات ودارسات لكرة القدم وكذلك محكمات دوليات مثل نعمة رشاد، ومن أشهر لاعبات كرة القدم فى مصر سارة عصام وانجى عطية اللتان احترفتا فى الخارج وغيرهما.

«لا أستطيع أن أعرف لماذا كرة القدم بالذات، فأنا قد عشقتها منذ صغرى بالرغم من كل الهجوم»، بهذه الكلمات بدأت مروة البندارى الحاصلة على بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة ولاعبة كرة قدم حديثها مع الأهرام، وتضيف: «بدأت ممارستها منذ طفولتى، وتوقفت فى مرحلة الثانوية العامة، ثم عدت إليها مرة أخرى بعد تخرجى وعملى، فأنا أجدها دائما مختلفة ومميزة عن باقى الرياضات الجماعية، فهى بها أكبر عدد لاعبين فى الملعب، لذا نسبة التحدى والحماس والتحرك والتعاون بينهم تكون أكثر، وتعترف مروة البنداري: «وجدت اعتراضا شديدا من أسرتى بسبب ممارستى لهذه الرياضة، إلى جانب الاستنكار الذى ألقاه من المجتمع حولى، فنحن نحتاج لتغيير ثقافى كبير لتعريف المجتمع بعدم وجود فرق بين كرة القدم النسائية والرجالية، فالفتيات اللاتى اتجهن لممارسة رياضات أخرى هى الأعنف من كرة القدم لم يجدن مثل هذه الانتقادات»، وتضيف : «ذلك لأن هذه الرياضات تهتم بها وسائل الإعلام ويراها المشاهدون فى البطولات العالمية. وترى أنه توجد لاعبات يمتلكن من المهارة ما يفوق بعض اللاعبين الرجال بالرغم من الإمكانات القليلة والدعم المحدود. وتلقى مروة باللوم على الجهات المعنية بالرياضة لعدم اهتمامها بكرة القدم النسائية وكذلك الإعلام لعدم تسليط الضوء عليها ما يجعل اللاعبات يمارسن شيئا غير مألوف فى نظر المجتمع.

 

 

 

راقصو الباليه يرفضون نظريات « النعومة»

فوجئت إحدى الأمهات باستنكار شديد عندما أخبرت صديقاتها برغبتها فى إلحاق ابنها بإحدى فرق تدريب الباليه، فالكثيرون ينظرون إلى ذلك الفن الرفيع على أنه «أنثوى» أكثر من أنه «ذكورى»، وقد يكون ذلك الاعتقاد نتيجة لما يتميز به فن الباليه من نعومة وانسيابية فى الأداء والحركات، وعلى الرغم من أن جميع العروض التى تُقدم لا يمكن أن تخلو من راقصى الباليه الرجال، فإن هذا الاعتقاد السائد دوما يطارد فن الباليه وفنانيه فى مصر.

لكن الدكتور عاطف عوض عميد المعهد العالى للباليه، يرفض هذا الاعتقاد ويجادل بأن أى عرض للباليه يعكس تساوى عدد الراقصين وراقصات العرض. ويقول عوض لـ «الأهرام:»صحيح قد يغلب العنصر النسائى فى بعض الأوقات نوعاً ما، ولكن ذلك لا يكون بسبب قلة عدد الراقصين الرجال، وإنما بسبب نوعية العرض الذى يُقدم». ويستنكر عوض ما يصفه البعض بأن فن الباليه يتسم بالنعومة والرقة، مشيرا إلى أن كثيرا من العروض تدور حول قضايا الحروب والصراع والمواجهات، بما يتطلب القوة والخشونة التى يجب أن يتسم بها أبطال العرض من الرجال.

ويضيف عميد المعهد العالى للباليه: «هو فن يعتمد على النساء والرجال على السواء»، ويضرب مثالا بالعديد من فنانى الباليه المحترفين أصحاب الصيت داخل مصر وخارجها، وفى مقدمتهم، الأب الروحى لفنانى الباليه، الفنان العالمى رضا شتا، وشقيقه حسن شتا، وجمال جودة، ورامى تادرس، وهانى عزمى. وأوضح أن هذه القامات تلقت التدريب على أيدى خبراء فن الباليه الكلاسيكى من الاتحاد السوفيتى السابق منذ أوائل الخمسينيات.

ويشير الدكتور عوض إلى بدايات فن الباليه، عندما ظهر فى إيطاليا كنوع من أنواع التسلية للأمراء، وشيئاً فشيئاً بدأ هذا الفن يلفت الانتباه، حتى قرر أفراد النخبة الملكية تعلمه والقيام بتأديته بأنفسهم فى الحفلات التى تقام بقصورهم. ومن القصور انتقل هذا الفن إلى المسارح لينتشر ويصبح فنا قائما بذاته له ،كيانه وشكله الذى يميزه.

وحول حاضر الباليه فى مصر، يؤكد دكتور عوض وجود مدربين مصريين على مستوى عال من الكفاءة والإبداع، مشيرا إلى أن الخلل بين نسبة الفتيات والفتيان الساعين لتعلم أصول الباليه يظهر فى سياق المدارس الحرة، التى يلتحق بها الصغار كنوع من النشاط الرياضى. وذلك يتعارض مع الحال فى المعهد العالى للباليه، حيث ينضم الطفل وهو فى الصف الرابع الابتدائى، حتى يتم بناء تكوينه الجسمانى والنفسى والفنى بشكل مبكر وعلى أسس سليمة.

«ولد يدخل معهد الباليه؟!!!»، بهذه العبارة بدأ الدكتور هشام محمد إبراهيم أستاذ مساعد بالمعهد العالى للباليه، مشاركته فى مناقشة قضية الباليه فى مصر. يستعرض دكتور هشام رأيا مخالفا للدكتور عوض، موضحا أن تلك العبارة الاستنكارية تتردد كثيرا عندما يفكر طفل فى ممارسة فن الباليه. ويقول دكتور هشام، وهو راقص ومدرب ومدير مدرسة باليه فى محافظتى القاهرة والإسكندرية: «بسبب هذه النظرة الخاطئة للبعض عن هذا الفن العظيم، فإن هذا العام، مثلا، يبلغ عدد الفتيات المتقدمات للمعهد نحو 50 فتاة مقابل 25 ولدا».

ويكشف الدكتور هشام جانبا من تجربته الشخصية، قائلا: «عندما التحقت بمعهد الباليه، كانت سنى ثمانى سنوات ولم أواجه مثل هذه النظرة السلبية فى محيط الأسرة والأصدقاء. ولكننى لاحظت أن هذه الفكرة الخاطئة تسيطر على عدد كبير من الناس»، مؤكدا «عبثية» هذه الفكرة، مع صعوبة تقديم أى عرض فنى على المسرح دون مشاركة من الجنسين. ويضيف أنه بسبب هذه النظرة لراقصى الباليه قرر أن يتفوق ويستكمل حياته داخل الأكاديمية حتى أصبح الراقص الأول لفرقة المعهد العالى للباليه، بل أن يكون الدارس الوحيد الذى قام بمناقشة رسالتى دكتوراه داخل الأكاديمية.

ويوضح الدكتور هشام، أن أحد فروع فن الباليه، يسمي: «الرقص المزدوج»، وهذا الفرع يقوم على ضرورة وجود الطرفين ليقدما معاً تعبيرا حركيا راقصا، رافضا الفكرة التى تقول بأن الباليه فن بسيط ولا يحتاج سوى الليونة. ويقول إن أداء الباليه يتطلب قوة جسمانية وعضلية كبيرة جداً، ويتوجب اكتسابها من خلال دراسة وتدريبات مكثفة تصل لساعات عديدة فى اليوم الواحد، فى تسع سنوات متتالية. ويظل راقص الباليه يتمتع بعضلات قوية حتى عندما يتقدم فى العمر.

ويشير الدكتور هشام إلى أن طالب الباليه يدرس مناهج ثقافية تابعة لوزارة التربية والتعليم بالتوازى مع أخرى تابعة للمعهد العالى للباليه. ويستطيع بعد ذلك الالتحاق بأكاديمية الباليه. ويعاتب دكتور هشام وسائل الإعلام لعدم تقديمها الدعاية اللازمة للتعريف السليم بهذا الفن المحورى، مطالبا بتكثيف البرامج التليفزيونية التى تقدم عروضا لفرقة باليه أوبرا القاهرة لتعريف، وإعطاء معلومات عن كيفية الالتحاق بالمعهد العالى للباليه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق