رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

طريق الإبداع

بريد;

يحقق الرسم فوائد جمة للأطفال وهو ليس مجرد شخبطات أو مضيعة للوقت كما يعتقد الكثير من أولياء الأمور، لدرجة أن الأم عندما تريد أن تتخلص من طفلها وإزعاجه تستنجد بالرسم كوسيلة لإلهائه عنها،فالرسم مهم للطفل لعدم قدراته اللغوية التعبيرية بدرجة كافية على الحديث عما يجول بخاطره من مشاعر الخوف والحب والقلق والرغبة وغير ذلك من الأمور التي يعجز عن الحديث عنها لفظياً، فيأتي الرسم كوسيلة للتعبير، وإيصال الكثير من الرسائل الضمنية للراشدين حول ميوله واهتماماته ورغباته واحتياجاته، فتأتي الكثير من الرسومات وكأنها مطالب يريدها الطفل من الكبار، أو وسيلة للدفاع عن حقوقه التي انتهكها الآخرون، فالطفل ينشأ حراً طليقا،ً وما تلبث أن تلتف عليه الضغوط من البيئة المحيطة كتعرضه للضرب أو الرفض والحرمان أو السخرية، ليكون الرسم بمثابة وسيلة لتفريغ الشحنات الانفعالية التي يتعرض لها في حياته اليومية، فتهدأ نفسه بمجرد استخدامه الألوان وحواره مع الورق الذي يرسم عليها، فينسج لنفسه عالماً خاصاً على الورق يلونه كيف يشاء ويغيره كما يحلو له ويتحكم في الطبيعة والبيئة المحيطة به حسب ما يرغب ويحب، وعن طريق الرسم يحقق الكثير من الحاجات التي لا يستطيع تحقيقها في الواقع.من هنا فإننا نعتبر الرسم وسيلة مهمة لتعديل سلوك الطفل، فالشحنات الانفعالية التى يفرغها بالرسم تمنع عنه الكثير من السلوكيات العدوانية التي لولا الرسم لمارسها على أرض الواقع، وبدلاً من أن يستخدم يديه وأعضاء جسده فى التعبير عن حاجاته، والعنف في التواصل مع الآخرين فإنه يستخدم الرسم. وبالرسم فإننا نحن الكبار نكون أكثر تفهما لشخصية الطفل ونفسيته، فالكثير من السلوكيات التي تطرأ لا نجد تفسيراً لها لينجدنا الرسم في التعرف على الكثير من الحاجات لديه، ويمكن أن يستخدم الرسم كوسيلة للتعزيز عند ظهور السلوك المرغوب فيه، أو حرمان الطفل منه كطريقة لكبح السلوكيات غير المرغوب فيها عندما تظهر، فما دام الطفل يحب الرسم، فلا بأس من إقرانه بالسلوكيات المرغوب فيها الأخرى التي تريد الأسرة أن تنميها فيه.

وبالرسم يكتسب الكثير من القيم وأنماط السلوك الاجتماعي الجيد، فهو يرسم السلوكيات التي تتناسب مع النظام الأسري والاجتماعي المحيط به، ويعبّر عن رفضه للكثير من السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الأطفال الآخرون.فلماذا لا يتم عمل حلقات رسم في كل الاحياء والمدارس ومراكز الشباب والمناطق المفتوحة، وإجراء مسابقات قومية للرسم والموسيقي والجري بما يعكس دور الدوله في دعم هذه القدرات.

د. مى محمد

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق