جمع الفنان الكبير مصطفى عمرى ما بين إبداعات الفن التشكيلى، والمهارات الأكاديمية بمجال الخط العربى، فى مزج واع بمفردات كل منهما.. واحتفى به مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ 29 التى تتسم بالاستثنائية لطبيعة ظرف الفيروس المستجد.
لكن ذلك الظرف لم يمنع محبى فنون «عمري» من التردد على المعرض الاحتفائى بفنه الذى اختتم مؤخرا بقاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية
عن التكريم الأخير والرحلة الممتدة ومزيجه الفنى النادر، يقول عمرى، : «رغم أننى كُرّمت من الأزهر الشريف منذ عامين فى ملتقى الأزهر الشريف للخط والزخرفة بالإضافة لتكريمات عدّة من دول عربية وأجنبية، فإن تكريم مهرجان الموسيقى العربية كان ذا مذاق خاص، لما للمهرجان من ثقل عربى ودولى». ويهدى عمرى التكريم الخاص إلى روح والده، الذى فارق الحياة قبل أسبوعين. ويضيف : « كان والدى صاحب الفضل الأول فى تكوينى الفنى، وجهته فطرته وإدراكه المبكر لموهبتى إلى تشجيعى على الجد والاجتهاد، وخاصة خلال عملى فى السعودية على استكمال أول مصحف بخط يدى، وكان ذلك عام 1991».
وحول التوجه الغالب على أعماله التى ضم المعرض التكريمى «روحانيات الخط العربى» قبسا منها، قال: «المعرض كان ملخصا لمسيرتى الجامعة بين مدرستى « الفنون الجميلة» التى درست وتخرجت فيها عام 1987، وبين المعارف الأكاديمية للخط العربى، والتى تبحرت فى عوالمها بمدرسة الخطوط بـ «السعيدية» والكائنة بالجيزة». وكان عمرى قد حصل على دبلوم التخصص فى الخط والتذهيب نهاية الثمانينيات، قبل حصوله على «الإجازة الخطية» من شيخ الخطاطين محمود إبراهيم سلامة. ولم تتوقف انجازاته الأكاديمية هنا فقط فقد حصل على دبلوم الدراسات العليا فى الفنون الجميلة عام 2006. وراء عمرى مسيرة استغرقت 30 عاما لتدريس الخط العربى بمدرسة تحسين الخطوط بالدقى والسعيدية، وفى كلية الفنون التطبيقية بجامعة بنها.
يقول إنه لولا دراسته بكلية «الفنون الجميلة» ما تحققت انطلاقته إلى عوالم أرحب. ولم يكن مصحف 1991، هو المصحف الوحيد الذى خطه عمرى، فقد اتم أربعة مصاحف فى المجمل، ثلاثة منها برواية «حفص عن عاصم» ، أما الرابع فالتزم برواية «ورش عن نافع»، وتم إنجازه لمصلحة دار الإمام مالك بالجزائر. وكشف عمرى عن عمله حاليا على «مصحف خامس»، وصل فيه حتى « سورة الكهف» .
كان « الخط العربى» جواز سفره إلى فرنسا للمشاركة عام 2001 فى معرض «سانت اتيان» للكتاب، حيث أقام على هامشه ورشة خاصة لفنون الخط . وفى كيب تاون بجنوب إفريقيا، زينت إبداعاته فى مجال الخط العربى جدران أول مسجد يقام هناك. ويتصدر أحد أعماله مجموعة مقتنيات المكتبة المركزية بعاصمة أذربيجان.
ولكن إنجازات عمرى لا تتوقف هنا، فقد اتجه مؤخرا إلى تطعيم أغلفة الكتب بإبداعات الخط العربى، مؤكدا أنها مدرسة فنية خاصة، يتفنن صاحبها فى توظيف الخط المناسب لموضوع الكتاب.
رابط دائم: