رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
مهارات الاتصال

نحتاج إلى منهج دراسى لمهارات الاتصال المباشر فى مدارسنا وجامعاتنا. يُدرس هذا المنهج فى مدارس بعض الدول تحت عناوين متمايزة، ولكنها تؤدى المعنى نفسه، وهو مساعدة الطلاب على إجادة الحديث مع الآخرين ومناقشتهم، أو أمامهم فى حالة التحدث أمام جمع من الناس فى مناسبات مختلفة, وامتلاك الثقة اللازمة لهذا الغرض.

ولا تقتصر أهداف هذا المنهج على ما يعلم الطلاب القدرة على التعبير عن أنفسهم بطريقة صحيحة، وكيف يمكن أن يكونوا مُقنعين، لأن الوصول إلى هذه المرحلة من مهارات التواصل يعنى فى الوقت نفسه تعلم قواعد الحوار الموضوعى وسُبله وآدابه.

كما لا يتسنى بلوغ مرحلة التمكن من التعبير بأسلوب صحيح، والسعى إلى إقناع الآخر أو الآخرين، بدون اكتساب القدرة على التفكير العلمى بمعناه العام، وهو فهم الموضوع الذى نفكر فيه من مختلف جوانبه، بعد الحصول على معلومات كافية عنه، وفحصها وتصنيفها، وتحليلها اعتمادًا على العقل وبمنأى عن مُؤثرات خارجة عنه، سواء فى البيئة التى يعيش فيها الطالب وما تتضمنه أحيانًا من قيود، أو فى وسائل الإعلام، أو فى مواقع التواصل الاجتماعى. وإذا استطاع الطالب أن يفعل ذلك، وتعود على التفكير بهذه الطريقة، وصار قادرا على الحوار مع الآخرين، يكون المنهج الدراسى حقق أهدافه.

وتفيد أية نظرة إلى حالة المجتمع المصرى اليوم أن غياب مهارات الاتصال المباشر، أو ضعفها، أحد أهم عوامل التوتر الذى تسهل ملاحظته فى أنماط التفاعل بين الأفراد فى مختلف المستويات. نجد هذه المشكلة لدى المتعلمين أيا يكون مستوى تعليمهم ونوعه، كما فى أوساط غيرهم. كثيرًا ما يتحول حديث بين اثنين أو أكثر إلى مشاجرة، وقد يحدث هذا بين من يعرفون بعضهم بعضًا، أو من لا توجد معرفة سابقة بينهم أيضا.

ولعل هذه الحالة أحد أسباب الاحتقان السائد فى مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة، موقع فيس بوك الذى تسوده مهاترات تنطوى على تطاول وسباب وشتم. والعلاقة قوية بين ضعف القدرة على الاتصال واللجوء إلى أساليب تتعارض مع مقومات الحوار الموضوعى، سواء كان هذا الاتصال مباشرًا أو غير مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: