معركة الإنتخابات الرئاسية الجارية الآن فى الولايات المتحدة الأمريكية لاختيار الرئيس الأمريكى رقم 46 والتى يتنافس فيها المرشح الجمهوري، الرئيس الحالى دونالد ترامب، والمرشح الديموقراطى جو بايدن، تنطوى على دروس ودلالات لا تخطئها العين. أولها هو الاهتمام العالمى الشديد بتلك الانتخابات...ولا غرابة فى ذلك على الإطلاق، فأمريكا هى القوة الأعظم فى عالم اليوم، عسكريا وتكنولوجيا وعلميا. ومثلما انطبق ذلك القول على كل بلاد الدنيا، فإنه انطبق أيضا على الشعب المصري، حيث اهتم رجل الشعب العادى عندنا هذا الأسبوع بالتعرف على مفردات السياسة الداخلية الأمريكية، فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية: (النظام الفيدرالى للولايات المتحدة، والأوزان التصويتية للولايات المختلقة، وانقسامها بين الحزب الجمهورى بلونه الأحمر، والحزب الديمقراطى بلونه الأزرق، ونظام المجمع الانتخابى أو الكلية الانتخابية...إلخ) وبعبارة أخرى لم تعد تلك المعلومات حكرا على قلة متخصصة، وإنما أصبحت معارف عامة متاحة للجميع، بل ومتاحة أيضا للمناقشات على منصات التفاعل الاجتماعى!. من ناحية ثانية أثارت وقائع الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشكوك حول مصداقية بعض الآليات المميزة لها مثل التصويت بالبريد، التى تزايدت نسبتها بشدة بسبب جائحة كورونا وعزوف المواطنين عن الذهاب بأنفسهم إلى مراكز الاقتراع. غير أن ما هو أكثر خطورة هو الاتهامات المباشرة بالتزوير والسرقة والفساد فى عملية الانتخاب الديموقرطية نفسها، التى كالها ترامب بقوة لخصومه، مما أدى إلى حشد قوى طرفى الانتخابات للدخول فى المنازعات القضائية.على نحو ما يحدث فى بعض بلدان العالم الثالث. وأخيرا، ربما كانت كلمات توماس فريدمان- فى النيويورك تايمز(5/11) لها مغزاها العميق هنا: لا نزال لا نعرف من الفائز فى الانتخابات الرئاسية، لكننا نعلم الخاسر: إنها الولايات المتحدة الأمريكية!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: