بعد أن علمت وتأكدت من أنها تمرح فى عالم النوم الساحر، اللذيذ والذى تحبه زى عينيها .. فأسرعت وغيرت ملابسى .. لكى أخرج إلى الحرية أو فى قول آخر إلى الهواء والناس و الحياة التى لا تهدأ، الا فى بيتى عندما تنام الست هانم .وهذا هو اسمها حتى لا يفهمنى أحدا خطأ
فكل شيء يريح الأعصاب .. بشرط ألا تفعل شيئا هى غير راضية عنه .. وكان هذا سر نكبتى فى زواجي؟!!
حملتنى قدماى من مسكنى فى عشش الترجمان حيث أسكن منذ العام ١٩٩٤،فى شقة إيجار قديم وتقع تلك الشقة فى بيت صديقى المهندس سعيد عبد العزيز حجاج، إلى كورنيش النيل حيث كل شيء حلو حتى الحريم حتى البنات .. إذن مراتى من أين أتت؟؟؟؟.. لا أحد يعلم حتى من أنجبها سأل نفسه أكثر من مره عن كيف أنجبها .فجأة وجدت قدماى تحملنى إلى منطقة الجزيرة حيث برجها واقفا شامخا كبطل يعتز بنفسه وقيمته، الزهور بكل أنواعها النباتية منها و البشرية فرحة و سعيدة بهذا الكوكتيل الرائع .. ولهذا هممت أن أقطع تذكرة لكى أصعد الى البرج .. كى اشاهد بيتى الذى به تنام زوجتى فى أحد غرفه .. وأه لو وجدتها قد غيرت مكانها وتركت الفراش .. يااااه تبقى مصيبة لان هذا يعنى أنها توجهت إلى أمها وهذه تعد مصيبة يغنى فيها الشاعر .. أو تسير ورائى وتلك مصيبة أكبر .
يوجد أمامى عدد كبير من الشباب من الجنسين و بعض النسوة ورجلا واحد .. يبدو أنهم جميعا مع بعض .. النساء جميلات للغاية بل هن أجمل من الجمال ذاته بمراحل طويله (إذن مراتى هانم جت منين ؟!!!)
أتقدم منهن وأنا احدق فيهن .. المرأة التى تقف فى صدر الطابور .. ترتدى بلوزه صفراء و بنطلون جينز أخضر اللون وتلف جسدها بملايه لف سوداء خبطت جبهتى براحة يدى لكى أفهم .. فلم أقدر على الفهم وافتح عينى لأجد المرأة تنظر اليََ وعلى وجهها إبتسامة وتقول (ألا تعرفنى .... .و لا حتى تعرفنا جميعا )
فتحت فمى لأقول (أأناااااااا) تهتهت .. لكن ما أسرع ان ملكت نفسى و قلت
ــ ربما أعرف .. وأكيد لا أعرف
فضحكت المرأة بملء شدقيها وهنا رحت فى دنيا غير الدنيا و تذكرت زوجتى التى حذرتها كثيراً وطويلاً من الكلام أو الضحك وبقايا الأكل فى فمها .. وأقول على قول المرأة التى ضفرها برقبة نساء الحارة التى أسكن فيها .
ــ اسمك لو سمحتى ؟؟؟
ــ أنا!!!
ــ نعم؟
ــ ليلى !!
ــ نعم ؟!!!!
ــ حبيبة قيس .وتلك شارلوت الألمانية حبيبه فرتر .. طبعا تتذكره وتلك التى هناك وكل شيء يبدو فى عينيها .. جوليت
أسمع وأنا صامت غير مصدق بل غير متخيل ما يقال ويحدث أمامى وأجدنى أسمعها تقول
ــ طبعا تعرفنا
فهززت رأسى بالإيجاب .. وقد فتحت فمى على آخره كما الاهبل
ــ أما هذا الرجل الذى يدندن فى أغنية فايزة أحمد حبيبى يا متغرب فهو (تيمو شين)
ــ نعم؟
قلتها فى استغراب واندهاش
ــ كما سمعت (تيمو شين )
ــ لا أفهم
ــ إنه تيمو شين من دول جنوب شرق آسيا أو قل من آسيا الوسطي
ــ جحظت عينى وحدقت فيه مذهولا مرعوبا وهو ينظر الى فى هدوء .. وافوق على صوت المرأة
ــ فهو منغولى .. بل هو زعيم المغول و الاب الروحى لهم .
ــ ماذا ؟
ــ كما سمعت فهو جنكيز خان
ــ يارب كل هذا الجمال مع أشرس رجل فى التاريخ.
ــ نعم هو كما قلت كان أشرس رجل عرفه التاريخ .. لكن لما عرف الحب وتذوقه على أيدينا .تحول الى أرق رجل فى العالم .. والمدهش انه تحول إلى رجل يقرض الشعر و يكتب القصة .. ويقدر أن يعزف على العود ولا فريد الأطرش .. أو القصبجي.
ــ هززت رأسى وأنا أحاول ان أفتح فمى لكنى فشلت فتكمل المرأة بقولها
ــ نعم أنه الحب فمن يصل الى مكنونه يكون قد فهم معنى ومغزى ان تغازل الرياح شعر امرأة حسناء.
فهمست لنفسى (أين زوجتى لكى تسمع و تتعلم كى تثور على نفسها من نفسها .. فقد كانت قبل الزواج غصن لبان وصوتها صوت الموسيقى .. أما الأن فقد تحولت الى شجرة جميز وصوتها أخشن من صوت رجل حشاش ... وأصحو من غفوتى على صوت شارلوت وهى تقول لى (تفضل ياأستاذ أحمد عز العرب ) اصعد معنا البرج.
فنظرت إليها وعينى قد ملأتها الدموع .. وقلت وأنا أستدير واخرج من الصف
ــ أخاف أن تأتى زوجتى .. فتصعد البرج فيهرب الحب ويعود (تيموشين) إلى صورته الاولى و يقتلنا جميعا.. وترجلت عائداً إليها قبل أن تصحو من نوم القيلولة.
رابط دائم: