-
موافى: حصرنا 25 نقطة حرجة تم التعامل مع أغلبها.. ونناشد المشاة عدم العبور عند منازل ومطالع الكبارى
-
عقل: شكاوى السكان فى محلها ورفعناها لأعلى مستوى.. وجار تخطيط الشوارع بالكامل وتركيب الإشارات وعمل فتحات «يوتيرن»
-
الأهالى : نضطر لركوب «تاكسى» لعبور الشوارع بعد مضاعفة عرضها
-
كبار السن لا يستطيعون صعود كبارى المشاة ومطلوب مصاعد أو سلالم كهربائية
-
المطبات الصناعية الحل الأسرع .. وانتظار السيارات يجب أن يكون عموديا على الرصيف

كبارى المشاة نادرا مايرتادها أحد تصوير ــ محمد ماهر
يجلس «سلامة» فى شرفته المطلة على شارع الحجاز، ذلك الشارع الذى يقطع مصر الجديدة عرضيا بطول خمسة كيلومترات، و تمت توسعته أخيرا ضمن مشروع تطوير المنطقة برمتها. يتابع بعينيه السيارات وهى تجرى بانسيابية ويسر، فيهنأ سائقوها بالسيولة المرورية فى الشارع الذى طالما خنقه الزحام، لكن سرعان ما تنقلب الحال وتتوتر الأجواء بعد أن يتنامى إلى مسامعه صوت رهيب لحادث سير بسبب دهس أحد المشاة فى أثناء عبوره الطريق!
سلامة يفكر جديا فى نقل محل سكنه من مصر الجديدة بعد أن ضاعت هويته القديمة، رغم أنه لا ينكر أن زيادة المحاور والكبارى قد أدت إلى سيولة مرورية فائقة، فالمشوار الذى كان يستغرق نصف ساعة داخل الحي، لم يعد يتطلب سوى دقائق معدودة، لكن فى المقابل، من كان يستمتع بقضاء مشاويره سيرا على الأقدام كنوع من التنزه، لم يعد قادرا على فعل ذلك بعد أن تحولت الشوارع إلى طرق سريعة تشكل خطرا على أرواح المشاة. يقول سلامة: «مات أمام عينى طفل عمره 13 عاما، وسيدة أخرى صدمها موتوسيكل، ولذلك بعد أن كنت أذهب إلى مكتبى سيرا على الأقدام، أصبحت مضطرا لركوب تاكسى خوفا من عبور الشارع».

تبطين الكبارى بالنباتات الطبيعية .. فكرة تستحق التعميم
منة من مواليد مصر الجديدة- كادت تفقد والدها إثر حادث دهس فى ميدان سانت فاتيما، وهو يرقد حاليا فى الرعاية المركزة. تحكى لنا:» كان والدى يهم بعبور الشارع، ولا يزال بالقرب من الرصيف حينما صدمته سيارة مسرعة ليلا ، وبعدها بأيام كاد أخى يتورط فى حادث دهس أحد المارة فى شارع هارون، لكنه استطاع أن يفادى العابر فى آخر لحظة ، وأتساءل لماذا تمت إزالة إشارة المرور التى كانت فى الميدان بعد التطوير؟! «.لم تعد منة قادرة على رؤية ميزة لتوسيع الشوارع بعد أن أصبح الناس يفقدون ذويهم فى طرفة عين.
أحمد أيضا تعرض والده سيد فرج -رئيس قطاع الناشئين فى نادى النصر الرياضى - لحادث سير بالقرب من النادى منذ نحو شهرين تسبب فى كسر ساقه، وبعد حادث والده بأيام، تعرض طفل صغير لحادث فى نفس الشارع. أحمد الذى يسكن فى شارع الميرغنى يرى أن هناك مشكلة حقيقية فى إنارة الشوارع ليلا، أما كبارى المشاة فلا أحد يستعملها لأن غالبا من يقومون بقضاء مشاوريهم القريبة من المنزل سيرا على الأقدام هم من كبار السن. يقول أحمد:» أقود سيارتى الآن فى شوارع مصر الجديدة على سرعة 90 كم / الساعة، وتتخطانى السيارات المجاورة بما يعنى أنها تسير على سرعات قد تفوق 100كم/ الساعة، والسبب أنه لا توجد لافتات تلزم السائقين بسرعات محددة، فى حى سكنى مأهول بالسكان والحركة، والمشكلة الكبرى تتمثل فى الميادين التى أصبحت واسعة بشكل يمثل مجازفة حقيقية فى عبورها فى ظل غياب إشارات المرور». أحمد يؤكد أن شوارع الحى لم تكن تشهد هذا الكم من الحوادث من قبل ،بينما أصبحت تقع الآن بمعدل شبه يومي، ويطالب بسرعة التدخل بالاجراءات المرورية لتأمين المشاة وتكثيف وجود ضباط المرور، مؤكدا أن فرض غرامات مالية لمتجاوزى السرعة -بعد تحديدها- ليس حلا أيضا، فكثيرون لديهم الاستعداد لدفع الغرامة الفورية.
ويتذكر المهندس علاء الدين محفوظ، حادثا كبيرا وقع عند منزل الكوبرى الذى يصب فى شارع هارون، حيث اصطدمت سيارة «خلاط أسمنت» لدى هبوطها من الكوبرى بأربع سيارات نتيجة سرعتها الزائدة، ويدلل على خطورة المشكلة بحادث مؤسف آخر وقع لأم وابنتها أودى بحياتهما لدى مغادرتهما نادى الشمس فى شارع عبد الحميد بدوي، وغيرهما من حوادث يومية. ويتساءل: «لماذا لم تحدد إدارة المرور السرعات المقررة ليلتزم بها السائقون كما حدث فى محاور أخرى كطريق السويس، حيث حددت السرعات بـ 60 و 80 كم / فى الساعة، مع وضع رادارات لضبط المخالفين؟!».

موقف لسيارات القمامة ونقل الأثاث بمحيط كنيسة البازيليك التاريخية !
مشكلة انتظار السيارات
ورغم الجهد المبذول لوضع العديد من إشارات المرور الحديثة التى تحمل كاميرات لضبط المخالفين ، يلفت محفوظ إلى أنها لا تعمل، فى حين أنها تكلفت الكثير لتشغيلها وتوفير البنية التحتية اللازمة لعملها. من جهة أخرى يشير صاحب أكبر جروب لسكان مصر الجديدة والنزهة على فيس بوك، إلى ضرورة تغيير طريقة انتظار السيارات لتكون عمودية بدلا من الطريقة المفروضة حاليا وهى الركن بموازاة الرصيف، فمكان سيارة واحدة موازية للرصيف قد يستوعب ثلاث سيارات عمودية، خاصة فى ظل أزمة حقيقية فى الانتظار ترتبت على تحويل الشوارع إلى طرق سريعة، و على إثر ذلك تكدست الشوارع الجانبية بالسيارات .يطالب محفوظ بالإسراع فى عمل مطبات صناعية فى كل الشوارع التى تمت توسعتها فى أكثر من نقطة، وهو الأمر الذى لن يستغرق تنفيذه سوى أيام قليلة . يتابع:» كبارى المشاة التى تم إنشاؤها لا تفى بالغرض، إذ ترتفع لمسافة 3 طوابق ويصعب على كبار السن والمرضى استخدامها، رغم أن رئيس حى النزهة كان قد وعدنى فى لقاء معه فى فبراير الماضى أن كل الكبارى ستكون مزودة بسلالم كهربائية أو مصاعد، لكن ذلك لم يحدث. فى المقابل أرجو وبعد استجابة المسئولين لمطالبنا، أن يحترم السكان قواعد عبور الطريق من النقاط المخصصة للمشاة ، و فقط عندما تضيء إشارة المشاة باللون الأخضر، والا فعلى غير الملتزم أن يعلم أنه لو أصيب بسوء فليست له أى حقوق».
«نورا» التى تعيش فى مصر الجديدة منذ 25 عاما، تقدمت أخيرا بشكوى على الرقم الساخن للشكاوى الحكومية بخصوص تكرار الحوادث فى الحي، مؤكدة أن ابنها الذى يدرس فى إحدى المدارس الشهيرة فى شارع الحجاز يواجه يوميا هو وزملاؤه ومدرسوه مشكلة رهيبة فى عبور الشارع .تقول نورا:» نعترف أن الشوارع أصبحت أوسع وأجمل لكن فقد الأرواح لا يعوضه شيء، وأصبح خروج أبنائى للشارع مصدرا للقلق، وأتعجب من وجود إشارتين للمشاة فى شارع واحد فى كلا الاتجاهين، بينما تفتقر باقى الشوارع لإشارة واحدة. نفس المشكلة تواجه أبنائى عند ذهابهم لنادى الشمس، والمفترض أن هناك مدخلا للمشاة فكيف يعبر الأعضاء إليها، خاصة أن هناك منزل كوبرى أمام بوابة (1)». المشكلة كما ترى (نورا) لا تخص المشاة فقط بل حتى السائقين، اذ يفاجأون بالمشاة أمامهم فيقومون بتهدئة السرعة ليفادوا شخصا يريد العبور، فلا توجد أماكن مخططة لتحديد مواقع عبور المشاة ، وبالتالى لا يعرف السائق متى يتوقف ليسمح للمشاة بالعبور ، وكثيرا ما يسبب التوقف المتكرر حوادث تصادم السيارات، فضلا عن أن القادم فى الحارات المتوسطة للشارع قد يجد نفسه متسببا فى دهس أحد المارة بعد أن عبر نصف الشارع. نورا تشير هى الأخرى إلى مشكلة أماكن الانتظار وتقول ضاحكة:» المرور شادد حيله فى تحصيل الغرامات و»كلبشة «السيارات، فبعد توسعة الشوارع لم يعد مسموحا للسيارات بالانتظار إلا فى صف مواز للرصيف، وأصبح من الصعب قضاء حوائجنا من المحال التجارية والسوبر ماركت والبنوك وغيرها ، لعدم وجود أماكن انتظار، فيكون البديل البحث عن مكان فى الشوارع الجانبية المكتظة أصلا بسيارات السكان، وبالتالى لابد من عمل حارة فرعية للخدمات».
وبمناسبة الشكوى التى تقدمت بها (نورا) على الخط الساخن لمنظومة الشكاوى الحكومية، فقد كشف د. محمد إسماعيل رشدى - العميد الأسبق لكلية الحاسبات والمعلومات فى رسالة منشورة له فى بريد الأهرام عن أنه تقدم أيضا بشكوى لبوابة الشكاوى الحكومية، بشأن صعوبة عبور الشوارع بعد توسعتها،وعندما استفسر بعد فترة عن مصير شكواه، كان الرد أنها شكوي»جماعية» ومتكررة، ومن ثم كان مصيرها»الحفظ»!
فى بداية حديثه ، لم ينكر م/ عادل الكاشف ،رئيس الجمعية المصرية لسلامة المرور- وهو بالمصادفة من سكان مصر الجديدة- أن ما حدث من توسعة لشوارع مصر الجديدة فى وقت قياسى أمر غير مسبوق ويعد إضافة حقيقية ويحقق الغرض الأساسى وهو تحقيق السيولة المرورية، لكن على الجانب الآخر شدد على ضرورة تأمين عبور المشاة من خلال المطبات الصناعية بأنواعها المختلفة لإجبار السائقين على تهدئة السرعة وهى من أسهل الحلول وأسرعها. يقول الكاشف:» لا يكفى وضع لافتة على مطلع أو مهبط كوبرى تحذر من عبور المشاة، بل لا بد من تخصيص أماكن محددة يحترمها الجميع مشاة وسائقين، كما يجب عمل كبارى مشاة صغيرة يستخدمها الشباب والأطفال، ولو أمكن عمل كبارى ذات سلالم كهربائية لتناسب كبار السن، لكنها ستكون مكلفة بعض الشيء وبحاجة الى صيانة دورية. من جهة لابد من تكثيف الوجود المرورى لضبط الحركة الأمنية». وفى ختام حديثه يطالب الخبير المرورى وسائل الإعلام بالاهتمام بالتوعية المرورية للمشاة والسائقين على السواء، مؤكدا أن الغالبية العظمى ممن يحملون رخص القيادة لا يلمون بقواعد المرور، وهذا كما يقول الكاشف- ليس خطأهم وإنما خطأ الجهات المعنية بمنح تلك الرخص.

إشارة مشاة لاتعمل فى شارع فريد سميكة
المسئولون يعترفون
تنقسم مصر الجديدة إداريا إلى قسمين» هما حى مصر الجديدة وحى النزهة، ويعتبر الأخير هو الأكبر مساحة ، إذ تبلغ مساحة حى مصر الجديدة نحو135 كم مربع يعيش فيها نحو 138 ألف نسمة( حتى يوليو 2019) ، بينما يبلغ حى النزهة 720 كيلو مترا مربعا ، و عدد سكانه 238 ألف نسمة، أى أن الإجمالى يصل الان إلى نحو نصف مليون نسمة، فضلا عن المترددين يوميا على المنطقة.
حتى عام 1999 كانت ضاحية مصر الجديدة تحت رئاسة حى واحد ، لكن بعد أن امتدت وتوسعت عمرانيا،بدءا من كوبرى القبة حتى مساكن شيراتون، انفصلت النزهة عن مصر الجديدة ،لتصبح تحت رئاسة منفصلة. من طرائف هذا التقسيم كما كشف لنا اللواء خالد عقل- رئيس حى النزهة- أن شارعا واحدا يتبع نصفه لرئاسة حى مصر الجديدة، بينما يتبع نصفه الآخر حى النزهة، كما هو الحال فى شارعى الحجاز وعثمان بن عفان، والأطرف أن مبنى رئاسة حى مصر الجديدة نفسه يقع فى نطاق حى النزهة، أى أن كل ما يخص المبنى يقع فعليا فى يد رئيس حى النزهة!
يتفق اللواء عقل مع السكان تماما فى شكاواهم، بل يؤكد أن أفراد أسرته شخصيا يعانون نفس المشكلة، مؤكدا أن تلك الشكاوى قد وصلت لأعلى مستوى، وجار الاستجابة لها. يؤكد رئيس حى النزهة أن العمل لم ينته بعد وهناك الكثير لم ينجز ، وسيتم تخطيط الشوارع بالكامل ، وسيتم وضع إشارات تنظم حركة المشاة والسيارات فى كل النقاط التى تتطلب ذلك لتأمين عبور المشاة والحفاظ على الأرواح، بعد أن تم إخطار الهيئة الهندسية وهى الجهة المسئولة عن مشروع التطوير، كما سيتم تنفيذ دورانات «يوتيرن» لتسهيل تنقل المواطنين داخل الحى.
أما المهندس حسن موافى -رئيس حى مصر الجديدة - فأكد أنه تم حصر 25 نقطة حرجة، وهى تلك التى تقع أمام مدارس ومستشفيات ومصالح حكومية، وتم علاجها بالفعل ، ولم يتبق سوى نقطتين تقريبا فى شارع المقريزى وهو ليس بمثل اتساع الشوارع الأخرى التى يصل عرضها الى ست حارات. سألناه عن إشارات المرور التى لا تعمل، فأوضح أن تشغيلها مسئولية إدارة المرور ، مضيفا أن كل طلبات الجهات المختلفة بعمل مطبات وإشارات مرور معروضة على الجهات المعنية بالتنفيذ متمثلة فى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة الطرق والكباري، فالحى ليس جهة تنفيذ. موافى يناشد السكان بالالتزام بأماكن العبور التى تم تحديدها واستعمال كبارى المشاة- توجد خمسة كباري- إذ يلوم على البعض استسهاله عبور الشارع رغم وجود الكوبرى على بعد أمتار قليلة منه، وللأسف يعبرون من أماكن خطيرة كمنازل ومطالع الكباري

من عجائب المحليات :
مبنى رئاسة حى مصر الجديدة فى نطاق حى النزهة!
مشاهدات الأهــرام
فى وقت ذروة ما بين الساعة الثانية والثالثة عصرا، استطعنا أن نجوب الشوارع الرئيسية فى مصر الجديدة والنزهة بالسيارة فى نصف ساعة فقط ، وهو إنجاز عظيم يشهد له الجميع ،سواء من سكان الحى الذين كانت تستغرق مشاويرهم الداخلية الكثير من الوقت بلا داع، أو حتى من المترددين على الحى من الخارج، لكننا فى المقابل لمسنا معاناة السكان فى عبور الشوارع التى اتسع عرضها إلى ست حارات فى كل اتجاه بعد إزالة خطوط الترام و الجزر الوسطى ، لتتحول إلى طرق سريعة . لاحظنا حيرة الأهالى وهم بصحبة أطفالهم، ما بين متردد فى العبور، ينتظر حتى يفرغ الشارع من السيارات نسبيا، وآخر مجازف يحمل طفلته ذات السنوات السبع على كتفه ويعبر بها جريا بسرعة خاطفة ، أما كبارى المشاة ،فنادرا ما يتردد عليها أحد من السكان ، مثل الكوبرى الذى يمر فوق شارع أبو بكر الصديق، خاصة إذا كان عبور الشارع مباشرة سيكون أقرب إلى وجهتهم، بينما قد يضطرون اذا ما قرروا صعوده، المشى مسافة طويلة لبلوغه ثم العودة لنفس المسافة فى الجهة المقابلة أو ربما أكثر . ولكل ما سبق يتحتم إتاحة أكثر من بديل أمام المارة وفق قدراتهم وأعمارهم السنية، خاصة مع امتداد معظم الشوارع لمسافات طويلة، وبالتالى فهى بحاجة إلى تعدد نقاط العبور المتاحة.
لاحظنا بالفعل لافتات مرورية عند مطالع ومنازل الكبارى تحذر قطعيا من عبور المشاة، لكن كما ذكرنا لم يتم توفير البديل المتمثل فى خطوط عبور المشاة ، وإشارات تنظيم عبور السيارات والمارة. وإذا وجدت، فهى لا تعمل فى أكثر من شارع مثل النزهة وفريد سميكة ونزيه خليفة وغيرها، وعندما راقبنا إشارة المشاة الموجودة فى ميدان المحكمة، لم تفتح سوى لعشر ثوان! وقد علمنا من بعض السكان أن تلك الإشارة يتم تعطيلها مساء!
من الأفكار الإيجابية التى نأمل تعميمها هى فكرة تبطين الكبارى بالنباتات الطبيعية ، وكسوة أعمدتها بالفروع الخضراء لتغلفها تماما، وتكسر حدة «الخرسانة»، وتعوض السكان من جهة أخرى عن خسارة مساحة خضراء هائلة كانت تميز شوارع الحى العريق الذى تعدى عمره الـ110 أعوام، وكذلك كان عمر أشجاره، التى نقلت من أماكنها بعد التوسعة. الفكرة لم تنفذ سوى فى كوبرى ميدان المحكمة. وقد أخبرنا اللواء خالد عقل-رئيس حى النزهة- أنه جار بالفعل دراسة تعميم الفكرة على باقى كبارى مصر الجديدة لتعطى شكلا جماليا ، مشيرا إلى أنها منفذة بطريقة معينة من خلال خراطيم ورشاشات ارتوازية ،ومعزولة عن جسم الكوبرى حتى لا تؤثر مياه الرى عليه، وقد نفذتها شركات لها خبرة دولية فى هذا المجال. ويشير اللواء عقل أيضا إلى أن حى النزهة به حاليا 200 فدان مساحات خضراء ، مؤكدا أن الاشجار الكبيرة التى تمت إزالتها بماكينات خاصة ستعاد زراعتها فى أماكن أخرى بحاجة للتشجير على أطراف الحي، بعد أن تعذر إعادتها إلى أماكنها السابقة لضيق المساحات فى الجزر التى تتوسط الشوارع عقب توسعتها، إذ تقلصت مساحة تلك الجزر بما لا يحتمل الاشجار الضخمة التى كانت موجودة من قبل.
لاحظنا أيضا أنه تم تخصيص مساحات للانتظار مقابل رسوم أسفل بعض الكباري، وهى فكرة جيدة قد تسهم فى حل أزمة الانتظار ، وإن كان البعض يعترض على إتاحة الخدمة برسوم، خاصة أنه لا يوجد بديل.
على جانب آخر هالنا المشهد الخلفى الذى يحيط بكنيسة مريم العذراء أو ما تعرف بكنيسة «البازيليك» فى شارع الأهرام ، وهى الكنيسة التى كانت مع قصر البارون امبان مؤسس مصر الجديدة - أول ما بنى فى مصر الجديدة . تلك الكنيسة التى اكتمل بناؤها فى عام 1913 ودفن فيها البارون وابنه ، و رغم قيمتها التاريخية والمعمارية البالغة ، إلا أن محيطها الخلفى أصبح مقرا لسيارات نقل القمامة والمخلفات، وتجمعا لسيارات نقل الأثاث، وموقفا للميكروباص، لتتحول المنطقة الخلفية إلى مكان عشوائى بغيض لا يليق بقيمة المبنى الجمالية بل يمثل إهانة بالغة لتاريخها . سكان الحى تقدموا بشكاوى عديدة لحى مصر الجديدة لنقل سيارات القمامة ومنع الميكروباص ،لكن دون استجابة.
فى الختام، نأمل ألا يصبح التطوير عبئا على السكان، وينتفى الغرض الأسمى منه وهو تحسين جودة الحياة. صحيح أن المثل الشعبى يتندر بأن «الحلو ما يكملش»، إلا أنه من الممكن أن «يكتمل»، فقط عندما يفى المسئولون بوعودهم!
رابط دائم: