رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الصرامة فى تطبيق القانون

طمني.. عرفت تغش! قولى أخبار اللجنة ايه!.. هذه الجمل ليست وحى خيال ولا سطرا فى مسلسل، هى جمل شديدة الواقعية، وردت وترد على ألسنة بعض أولياء الأمور، على ابواب لجان الامتحانات ومعيارهم اللجنة كانت كويسة، يعنى العيال غشت او العكس فيلطمون الخدود، وهى جزء من مؤشرات شديدة الدلالة حول الحال المتردي، الذى لم تعد تجلياته الفظة تتركنا يوما إلا ويملؤنا الفزع من وعلى القادم...

أتخذ ذلك مدخلا لانفلات المعايير وانقلاب القيم كما جسدته حكاية طفل المرسيدس، القادم من الطبقة المتوسطة، الطبقة المفترض انها الطبقة المعول عليها فى مد المجتمع بروافد الحياة الى الامام، والتى تضعنا فى مواجهة حقيقة مرة، فبعض أبناء هذه الطبقة وكما يبدو فى حاجة الى إعادة تأهيل.. فى واقعة طفل المرسيدس، كل فيروسات السقوط، والسقوط هنا ليس سقوطا فرديا، لكنه سقوط يمتد أثره الى الجماعة المصرية او المجتمع او عموم الناس. هناك ادوار فى الاجتماع البشرى الحديث، لا يمكن الفصل فيها ما بين الشخصى والعام، يعنى ، يعنى لا يمكن على سبيل المثال أن أعظ الناس صباحا، ثم أعيش مساء كما أهوي.. هذا غير مقبول.. المجتمع أحس بالفزع لما وجد الفحش فى القول والسخرية والاستعلاء و الاستهانة برمز من رموز الدولة يمارسه صبى قادم من بيت يؤمه رجل قانون، اعتقد ان دارسى القانون وهم الاقدر مني، يعرفون ان هناك ما يسمى مسئولية المتبوع عن التابع، يعنى وببساطة ان التابع وإن كان قاصرا ، فإن مسئوليته تقع على المتبوع .. لدى تساؤل بسيط: كيف يصل لصبى معنى ان يحبس وما يتحبسش ويترسخ داخله، حتى يصبح عملته فى التداول.. علينا نجيب بصدق وشجاعة: ترى كم طفل مرسيدس فى مجتمعنا و بصور متعددة؟.

لم نعد نربى .. يوما ما وفى بدء الاصطدام بالحياة العملية، قالها لى احد ابنائي: انت ربيتينا غلط، قاصدا انى لم امنحهم مفاتيح التساهل

والمراوغة التى يتعامل بها البعض .. وكان ردى بفطرة: ان قلبى لا يمكن ان يطاوعنى اطعمك لقمة فاسدة.

اليوم يغطى بعض الناس على فساد ابنائهم بل وربما يتواطأون ، ظنا انه الحب و ماهو الا سم فى العسل.. بعض الفئات والطبقات التى تمنح نفسها أفضلية وترفعا، وتورث الابناء امانا كاذبا تفعل ذلك، دون وعى انها تنتزع من ابنائها الحياة السوية عليك ان تستدعى كل ما يصل اليك وما تراه وما تصطدم به يوميا، وان تتذكر نظرية الاوانى المستطرقة لان العوار معد، متسرب، وانك حين لا تجتث عرضا مرضيا فى جزئية، انما تشرع او تعطى البيئة الشرعية لسرطان يهاجم المجتمع.

هذه القنابل الاجتماعية، الحاملة للجراثيم، هى الخطر الحقيقى على بلد يطفح الدم لكى يقف ويستمر .. عاوزين مسطرة قياس واحدة للصح والغلط، ومفيش غلط صغير وغلط كبير، فيه صح وغلط .

هناك مجريات للامور تستدعى هبة مجتمعية للإفاقة والوعى بأن العوارض المرضية، التى يبدو كأننا قد تعايشنا معها اجتماعيا، قد ضربت فى العضم، واننا لسنا بخير اجتماعيا، وان ما يطفو على السطح يهدد مستقبل هذا البلد، يعنى مستقبلنا جميعا، وأن الأمل الوحيد هو فى تسييد القانون. انضباط المجتمعات التى نشير لها ونلهث فى التغنى بميزاتها، ليس انضباط ملائكة، ولكن انضباط بشر يقفون سواسية امام القانون، منتهى العدل فى الحكم وايضا منتهى الصرامة فى تطبيق القانون.


لمزيد من مقالات ماجدة الجندى

رابط دائم: