محاربة الإرهاب.. وضرورة العمل الجماعى

فى الوقت الذى تبذل فيه الدول العربية والإسلامية جهودا كبيرة لاجتثاث جذور الإرهاب فى الداخل ومواجهة داعميه ومموليه فى الخارج، يأتى الهجوم الإرهابى بوسط العاصمة النمساوية فيينا، الذى أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة أكثر من 15 آخرين، ليزيد من مهمة شعوب ودول العالم الإسلامى فى اقناع الرأى العام فى أوروبا بأن الإرهاب «لا دين له»، وأن مواجهته تتطلب عملا جماعيا من دول العالم بكل أقاليمها وهوياتها الدينية والثقافية، وكذلك مواجهة خطابات الكراهية من جانب أى طرف.

وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن القيم الدينية السامية لا علاقة لها بأعمال التطرف والإرهاب، وأهمية مشاركة المؤسسات الدينية من جميع الأطراف بهدف نشر وترسيخ أسس التسامح وفكر التعايش السلمى بين الشعوب جميعا، وإحلال لغة الحوار المشترك والاحترام المتبادل محل التعصب والخلاف. وشدد الرئيس على انفتاح مصر للتعاون فى هذا الشأن لطرح الأفكار فى اطار دولى جماعى للوصول إلى أفضل الحلول لمكافحة خطاب الكراهية على مستوى العالم.

وفى هذا الاطار، فقد سارع كل من الأزهر الشريف وإمامه الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، بإدانة هذه الهجمات الإرهابية، وشددوا على أن قتل نفس واحدة هو قتل للإنسانية جمعاء، وأن حق الإنسان فى الحياة من أسمى المقاصد فى جميع الشرائع والقوانين، مناشدين ، فى بيانات، جميع الهيئات والمؤسسات الدولية أن يتضامن الجميع من أجل نشر السلام فى ربوع العالم ودحض العنف والكراهية، وشددوا على أن هذه الأفعال الإجرامية تسهم بشكل مباشر فى انتشار خطابات الكراهية وإثارة الفتنة بين الناس.