هل لم يعد هناك شيء يدعو إلي الشعور بالصدمة أو حتي يصل إلي حد الدهشة، بعد أن أصبحت الجرائم الصادمة كثيرة وكثيفة ومتزايدة، خاصة الجرائم ضد الأرحام، قتلا واغتصابا وخيانة وعقوقا, أو تلك التي ترتكب ضد المجتمع بجراءة متناهية في العلن، فسادا واستغلالا وشراء ضمائر وأصوات ومصائر؟!.
الأمر أصبح خطرا كبيرا، فالجريمة الصادمة لم تعد نادرة، ولم تعد تعبر عن شذوذ وانحراف فردي، بل إن جرائم مثل الاغتصاب وزنا المحارم أصبحت تمثل ظاهرة اجتماعية،تشير إلي وجود تصدعات نفسية وأخلاقية غائرة.
إن انتشار الجرائم الصادمة سيجعلها معتادة ومقبولة، لا تثير غضبا ورفضا عاما، وهو ما يدعو إلي أن ينتبه المجتمع, أن صحته ليست علي ما يرام، وأن مناعته الإنسانية تردت، وأصبحت تشكل خطرا علي وجوده.
هذه قضية ليست قابلة للتأجيل، بل هي قضية الوقت الملحة، التي تدعو المجتمع إلي الاحتشاد، وتفرض علي الذين يعلمون من أهل الاختصاص، أن يقدموا تشخيصا دقيقا بحجم وأسباب الظاهرة، تصاحبه «روشتة» علاج ملزمة قبل أن تفلت الأمور تماما، وتتحول الجرائم الصادمة إلى جرائم عادية جدا.
أحسب أن الأمر يتعلق بمنظومة القيم السائدة، وهي منظومة طرأت عليها تغييرات عديدة، فتراجعت قيم وتقدمت أخري، لكن المحصلة النهائية، أن قيمة المال تقدمت علي كل القيم الأخري، وأصبح الاهتمام الأول هو تحقيق الثراء بكل طريقة، بما يصاحبه من تطلعات وإشباعات، لا تفرق بين ما هو مشروع وغير مشروع.
> في الختام .. يقول سيد حجاب:
«مين يشترى حكمة حياتى الميتة ويردنى رضيع»
[email protected]لمزيد من مقالات محمد حسين رابط دائم: