التوعية بمرض سرطان الثدى أكثر أنواع السرطانات انتشارا بين السيدات، ولأن المرض ذو طبيعة خاصة فهو لا يهاجم جسم المرأة فقط ولكنه يطعن أنوثتها، وقد يتسبب فى استئصال جزء منها ولذلك فمريضاته فى حاجة إلى دعم معنوى وليس علاجيا فقط وهو رحلة علاج أليمة تترك آثارها.
وتحكى نشوى صالح إحدى المتعايشات مع المرض أن بداية رحلتها كانت عام 2008 وتقول: كنت متزوجة ولدى بنت ولد وأعيش حياة مستقرة وأثناء الرضاعة اكتشفت إصابتى بورم بالثدى وبعد الفحوصات تبين انه خبيث، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لى عندما قرر الأطباء استئصال الثدى ثم بدأت جلسات العلاج الكيميائى ثم الإشعاعى وبعد انتهاء الجلسات كان السرطان قد وصل إلى العظم والضلوع ودخلت فى مراحل صعبة وتم بعدها استئصال الضلوع فوق القلب ووضع شبكة، بعدها بأيام تعرضت لمضاعفات جديدة وتلوث الجرح وتبين أن هناك خطأ طبيا واستمرت المعاناة طوال عامين ثم اجريت جراحة لنزع الشبكة وأصبح القلب حرفيا خارج الجسم وأصبحت نزيلة المستشفيات، وبعد رحلة طويلة من المعاناة استطعت أن اقف على قدمى مرة ثانية، حتى التقيت بالمصادفة بمريضة سرطان ثدى هى الراحلة سمر سيد ممتاز والتى كانت تعانى المرض فى حالة متأخرة لكنها كانت نموذجا للقوة والتفاؤل والمقاومة للنهاية ووضعتنى على أول الطريق وقررت أن أحول تجربتى الصعبة إلى أمل لكل سيدة تعيش هذه المحنة، ولأنى أعرف الظروف والمعاناة التى تعيشها السيدات قررت تكوين جمعية خاصة لمساعدتهن ودعم المريضات لتأسيس مشروع خاص للمريضة يكفيها السؤال وتستطيع من خلاله شراء أدويتها الخاصة، كما أسسنا فريقا للدعم النفسى للسؤال عن المريضات ومتابعتهن والأخذ بأيديهن وتنظيم الرحلات وزيارة المتاحف والأماكن التاريخية بالاضافة إلى عقد جلسات الدعم النفسى وجلسات المساج أيضا.
أما هدى صليب غبريال فقد مرت أيضا بتجربة وصدمة قاسية عند الفحص بالمعهد القومى للآورام فى منتصف عام 2019 تبين من خلاله وجود ورم كبير نشيط فى الثدى اليمنى حجمه 4ونصف سنتيمتر وبدأت رحلتها مع العلاج وكما تشرح: تم استئصال جزء من الثدى وبدأت جلسات العلاج الكيماوى والهرمونى والتى ستستمر حتى 2025 ونجحت فى السيطرة جزئيا على المرض بعد العلاج، برغم أنه لا يزال كامنًا داخل جسدى لكنى قررت ألا استسلم وأن اعيش واتعايش مع المرض، وبالفعل كان المرض بداية جديدة بالنسبة لى فمن خلال جلسات التدليك التى كنت أجريها لنفسى افتتحت مشروعى الخاص للعلاج الطبيعى ومساعدة نفسى وغيري.
أما خبيرة الدعم النفسى داليا نبيل فقد تعاملت مع العديد والعديد من مريضات السرطان من خلال تبرعها لتقديم الدعم المعنوى مع احدى الجمعيات فتقول إن مريضة سرطان الثدى تحتاج التحفيز والاحتواء وتغيير نظرتها لنفسها ولحياتها ومستقبلها لاستكمال علاجها، فبعضهن يستسلمن سريعا ويفقدن الامل ويقررن التوقف عن العلاج ودورنا ان نساعدهن إلى العودة للحياة ومواجهة التحديات من خلال عمل برنامج يركز على كيفية إفراغ الشحنات السلبية الداخلية، فالدعم النفسى والمعنوى ودعم الاسرة هو نصف العلاج، ولكن للاسف فبعض الازواج يتخلون عن زوجاتهم أو يزيدون معانتهن بتوجيه التعليقات السلبية التى تنتقص من أنوثتهن وتقييمهن الذاتى لمجرد حدوث تغيرات شكلية، وهو ما يزيد حالتها سوا إلا أن تحسن حالتها النفسية وعودة ثقتها فى نفسها يسرع من الشفاء ويمنحها طاقة اكبر وقدرة على التعايش مع المرض والنجاة منه إذا التزمت بالبرنامج الذى نخصصه لها.
د أحمد نائل استشارى جراحة الأورام يقول ان التوعية بالمرض وبأهمية الفحص المبكر تصنع فارقا كبيرا، وبالرغم من زيادة نسب الإصابات إلا أن نسب الشفاء ارتفعت أيضا ووصلت إلى نحو 95% ففى السنوات الماضية كنا نكتشف حالة واحدة من كل عشر سيدات ثم أصبح الرقم ثمانى سيدات الآن أصبحت واحدة من كل 6 سيدات وفى 2019 كان عدد الحالات المكتشفة 10 حالات معظمها فى مراحل خطيرة وفى 2020 كان العدد 20 الف حالة لكن بفضل التوسع فى حملات الكشف المبكر التى أطلقتها وزارة الصحة كانت أغلب الحالات المكتشفة مبكرة وتستجيب للعلاج والتوصية الاخيرة هى عدم التهاون فى اهمية الفحص المبكر.
داليا نبيل - نشوى صالح
رابط دائم: