رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصير «أبى العلاء» والرحلة الأخيرة

يقال، والعهدة على الكاتب الصحفى الكبير كمال الملاخ، إن طه حسين كان يتمنى أن يعيش مقدار ما عاش أبو العلاء المعرى وقد تحقق لحسين ما أراد. فقد توفى عن 84 عاما قبل أيام من عيد ميلاده فى 15 نوفمبر. وهى ذات السن التى فارق فيه أبو العلاء الحياة.

ويحكى الملاخ فى واحدة من كتاباته أنه قارب طه حسين وسأله عن نظرة أبى العلاء للحياة، فما كان من عميد الأدب إلا أن رد باسما هادئا : «ده عاش 84 سنة.. وعمره ما يئس من حاجة. يا ريت نوصل له». وقد تحقق له ما أراد.

وكان الملاخ قد أورد فى زاويته الصحفية «من غير عنوان» تفاصيل الرحلة الأخيرة التى قام بها طه حسين إلى أوروبا قبل وفاته، والتى عاد منها فى التاسع من سبتمبر عام 1973. وحكى كيف أن العميد أصيب بحالة إعياء شديد، على خلاف عادته، على متن سفينة « أوزونيا» التى كان يستقلها من إيطاليا. وكيف أنه خضع لإسعافات أولية وكشف طبى عاجل على متن السفينة التى كانت قد قابلت رياحا عاتية فى طريقها، مما زاد من وطأة الرحلة على جسد ونفس طه حسين .

ويوضح الملاخ فى سرده، أن طه حسين بلغ أرض الوطن منهكا ليدخل فى دوامة الوهن والمرض الذى اشتد عليه فى سنوات حياته الأخيرة. وكان آخر الأخبار التى تلقاها حسين، ما قرأه عليه سكرتيره عن خبر « الأهرام» بشأن فوزه بجائزة الأمم المتحدة مع خمس شخصيات أخرى عالمية، لإنجازاتهم البارزة بالنسبة للحضارة الإنسانية. وكان يفترض أن يتسلم العميد جائزته خلال حفل فى 10 ديسمبر عام 1973، ولكن وفاته سبقت فرحل عن عمر 84، تماما كما تمنى وتماما كان عمر أبى العلاء المعري، الذى تشابه مع طه حسين أيضا فى فقدان البصر وقوة البصيرة ونفاذ الفكر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق