رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الاقتصاد العالمى.. صراع الديوك الأمريكية

محمد عز الدين

أصبح من شبه المؤكد أن الاقتصاد وليست السياسة هى مفتاح حسم سباق الرئاسة الأمريكية بعد أن تحولت المنافسة الانتخابية بين الرئيس الحالى دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطى جو بايدن إلى مايشبه صراع ديوك، وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى التى يحتد فيها التنافس بين معسكرى الجمهوريين والديمقراطيين، إلا أن الديمقراطيين اختاروا فى الأمتار الأخيرة للسباق الرئاسى أن يستخدموا سلاح ترامب وشعاره «أمريكا أولاً» ضده لكشف الأخطاء التى تسببت فيما يصفونه بتراجع اقتصادى- وليست نهضة اقتصادية غير مسبوقة كما يتفاخر ترامب دوماً، إذ يعتبر المعسكر الديمقراطى ومنظروه من وسائل الاعلام، بل حتى ونجوم المجتمع الأمريكى، أن خطاب ترامب «أمريكا أولاً» يسبب خسائر فادحة للاقتصاد العالمى، وذلك رغم أن ترامب يقود طفرة اقتصادية لبلاده قلصت معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ نحو ٥٠ عامًا.

ومتسلحين بشعار «صنع فى أمريكا»، يرى الديمقراطيون أنه ليس من المؤكد أن الأوقات الجيدة ستستمر، وأنها قد تأتى على حساب القدرة على تحمل الديون، لكن الأمر الذى لا يجادلون فيه هو أن سياسات ترامب تسبب الخسائر لبلدان أخرى.

فى أحدث تقرير له عن آفاق الاقتصاد العالمي، خفض صندوق النقد الدولى توقعاته للنمو العالمى لهذا العام والعام المقبل بمقدار ٠٫٢٪ لتسجل ٣٫٧٪، فى حين ظلت توقعاته للاقتصادات المتقدمة دون تغيير ملموس. وتكمن المشكلة فى أن التباطؤ العالمى يتأثر إلى حد كبير بالسياسة، والمشتبه به الرئيسى هو ترامب ورغبته فى وضع «أمريكا أولاً»، بحسب الديمقراطيين.

واتبع الرئيس الأمريكى سياستين اقتصاديتين أساسيتين منذ صعوده للرئاسة، إحداهما كان خفضًا ضريبيًا ضخمًا، والذى يمكن أن يرفع عجز ميزانية بلاده إلى أعلى مستوياته منذ عام ٢٠١٢، والثانية اتباع سياسة تجارية عدوانية واضحة، يتصدرها فرض تعريفات جمركية مرتفعة ضد الصين، وإعادة صياغة الاتفاقيات مع شركاء قدامى كالمكسيك وكندا والاتحاد الأوروبى.

حتى الآن، تبين أن الهجمات على أصدقاء أمريكا التجاريين القدامى سبب ضجيجًا أكثر من كونها تغييرًا حقيقيًا - كما يتضح من إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، كما أدت الرسوم الجمركية على الصين إلى إطلاق حزمة مضادة من الإجراءات الانتقامية، والتى يقول صندوق النقد الدولى إنها ستضر بالنمو الأمريكى.

ويقدر الصندوق أن الإنتاج الأمريكى قد يتراجع ١٪ أقل مما كان عليه قبل فرض تعريفات جديدة.

بالنسبة لبقية العالم، تبدو العواقب الاقتصادية لترامب أسوأ، فالخطر الآخر هو التجارة، وسيتعرض اقتصاد الصين للتراجع، بعد خفض توقعات نموها للعام المقبل نتيجة للرسوم الجمركية الأمريكية، فيما يتخوف الصندوق من أن الحرب التجارية قد يكون لها تأثير غير مباشر على الاقتصادات النامية الأخرى، إذ رصد صندوق النقد تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة بشكل ملحوظ منذ الربع الثاني.موقع «دويتش فيلله» الألمانى أكد أن استطلاعات الرأى ترجح حظوظ بايدن ولكن يبقى ترامب أقوى فيما يتعلق بالاقتصاد. إن سياسة ترامب للحمائية التجارية كان له صدى عميق لدى الناخبين، وذلك بفضل شعارات جذابة مثل «أمريكا أولاً» و «لنجعل أمريكا عظيمة مجددا». وليس من المستغرب إذن أن بايدن قد تعهد باستعادة هيمنة الولايات المتحدة التصنيعية إذا فاز بمقعد البيت الأبيض. على الرغم من أن مواجهة جائحة الفيروس التاجى ستكون الأولوية الأولى لإدارته، قال بايدن إنه يريد توسيع استخدام قواعد التصنيع المحلى وخلق الملايين من وظائف الإنتاج الجديدة، بما فى ذلك مليون وظيفة فى قطاع السيارات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق