رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
وماذا بعد

أتابع بحزن شديد ما ينشرعلى مواقع التواصل الاجتماعى عن حوادث الاغتصاب والهروب والتحرش وهناك مبالغات كثيرة فى هذه القصص والحكايات.. إن أغرب ما فى هذه الظاهرة المرضية هى المنافسة الشديدة بين المواقع والشاشات فى الوقائع والتفاصيل وفيها تجاوزات كثيرة عن علاقات محرمة وأشياء غير مشروعة وعلاقات مشبوهة تبدأ بخطف الأطفال والاعتداء عليهم..إن الصورة التى نراها الآن تعكس حالة شاذة فى كل التفاصيل..إن الأزمة الحقيقية هى الفيديوهات الشاذة التى تنشرها المواقع رغم أن بعضها مواقع جادة ومسئولة..أنا لا أتصور كل هذه الضجة فى الشارع المصرى حول قضية خطف البنات رغم أنها حالات فردية وهى هروب فتاة مع شخص تحبه أو تتزوجه لقد تحولت إلى قضية عامة تهدد كل بيت..هناك أيضا كثير من القصص حول علاقات مشبوهة تسيء للعائلات وتنشر فيها الصور والأحاديث المسجلة وهذا أكبر اختراق لخصوصيات الناس..إن نشر هذه القصص أشياء تمثل جرائم أخلاقية وسلوكية خاصة أن فيها أسرارعائلات وبيوت..إن المشكلة الأكبر هو إضافة الكثير من التفاصيل الكاذبة كنوع من السبق والإثارة وكانت النتيجة هذا الكم من الأكاذيب الذى تنشره عشرات المواقع..أنا لا أدرى لماذا نشاهد هذه الكوارث على المواقع المصرية ولماذا ننفرد بهذا الواقع المخجل دون كل البلاد الأخرى..قليلا ما نسمع قصة من قصص الانحرافات فى عاصمة عربية..إن غياب المسئولية الإنسانية والأخلاقية والسلوكية فى مصر أننا نذبح أنفسنا بأيدينا كل يوم بأقلامنا وما ننشره من الجرائم..إن الأمن المصرى يبذل جهداً رهيباً فى مطاردة مثل هذه الحكايات وكثيراً ما يكتشف أن خلفها أشخاصا يبحثون عن الشهرة والأضواء..إننى هنا لا يمكن أن أتجاهل دور الأسرة فى التربية والحرص على الأبناء إلا إذا كان نشر الصور والفيديوهات يرضى شيئا فى النفوس..إن المؤكد أن صورة مصر الناس والأحداث والحكايات شيء يسيء لنا كثيراً ونحتاج وقفة حاسمة لأن مصر ليست بهذا السوء..إن ما نشر فى الأيام الأخيرة عن جرائم الخطف الاغتصاب سواء على الشاشات أو مواقع التواصل يضع صورتنا فى أسوأ حالاتها خاصة أنه لا يمثل الحقيقة ويمثل وسيلة رخيصة للبحث عن المال أو الشهرة الرخيصة.. وهو بكل المقاييس يمثل خللاً رهيباً يجب أن نضع له نهاية..

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: