رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الصين والأمم المتحدة: الوقوف جنبا إلى جنب من أجل التنمية السلمية والتعاون المنسجم

رن يوان تشه ــ أستاذ مساعد فى جامعة الشؤون الخارجية الصينية ببكين

الأمم المتحدة هى المنظمة الدولية الأكثر شمولا وتمثيلا وموثوقية فى العالم، وهى تلعب دورا رئيسيا فى حفظ السلم والأمن الدوليين وتعزيز الازدهار الاقتصادي، وخاصة التنمية الاقتصادية للدول النامية. توفر الأمم المتحدة هيكلا وآلية موثوقين لمنع النزاعات الدولية ومعالجتها، وحل القضايا الإقليمية والعالمية الساخنة. منذ إنشائها قبل 75 عاما، لعبت الأمم المتحدة دورا لا غنى عنه فى العديد من القضايا العالمية، مثل تغير المناخ والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان ونزع السلاح وعدم انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب وحالات الطوارئ الإنسانية والصحية والمساواة بين الجنسين، إلخ. كما تعد الأمم المتحدة المكان الأكثر أهمية بالنسبة للدول الكبيرة لتعديل علاقاتها وللبلدان النامية لتكوين صداقات وحماية حقوقها ومصالحها وتبادل الآراء والعمل المشترك على تعزيز إقامة نظام دولى جديد سلمى ومستقر وعادل ومعقول. يشكل «ميثاق الأمم المتحدة»، القانون الأساسى للأمم المتحدة، وهو حجر الزاوية فى القانون الدولى والعلاقات الدولية المعاصرة.

الصين هى أول دولة أتمت التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة، وعضو مؤسس للأمم المتحدة، والدولة النامية الوحيدة من بين الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن. تدعم الصين أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بقوة، وتدعم التعددية بحزم، وتدعم الأمم المتحدة للقيام بدورها الهام. فى عام 2015، حضر الرئيس الصينى شى جين بينج المناقشة العامة للدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة وألقى خطابا، حيث شدد على ضرورة توارث وتعميم أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وبناء نمط جديد للعلاقات الدولية يكون جوهره التعاون والفوز المشترك، وبناء رابطة المصير المشترك للبشرية. فى عام 2017، ألقى الرئيس شى خطابا رئيسيا بعنوان «العمل معا لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية» فى مقر الأمم المتحدة فى جنيف، مشيرا إلى أن الصين تدعم بقوة النظام الدولى الذى تعد الأمم المتحدة جوهره، والتمسك بقوة بالمعايير الأساسية للعلاقات الدولية على أساس أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتمسك بقوة بموثوقية ومكانة الأمم المتحدة، والمحافظة بقوة على الدور الجوهرى للأمم المتحدة فى الشؤون الدولية. فى اجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، أكد الرئيس شى مرة أخرى على دعم الصين القوى للأمم المتحدة وتعهد رسميا بأن تكون الصين دائما ممارسا للتعددية والمشاركة بنشاط فى الإصلاح وبناء نظام الحوكمة العالمية.

فى السنوات الأخيرة، واصلت الصين مشاركتها فى أنشطة الأمم المتحدة بشكل عميق، وزادت دعمها المالي، ووضعت بنشاط خططا ومبادرات لتوفير دعم قوى للمحافظة على موثوقية ودور الأمم المتحدة فى الشؤون الدولية.

فيما يتعلق بالأمن الدولي، ظلت الصين مشاركة بنشاط فى عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وهى ثانى أكبر دولة ممولة لعمليات حفظ السلام وأكبر دولة مساهمة فى إرسال قوات حفظ السلام من بين الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن. على مدار الثلاثين عاما الماضية، شاركت الصين فى 25 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة وأرسلت أكثر من 40 ألف ضابط وجندى لحفظ السلام لأداء مهمات حفظ السلام. من أجل التنفيذ الكامل للالتزامات التى تم التعهد بها فى قمة الأمم المتحدة لحفظ السلام لعام 2015، فى السنوات الخمس الماضية، أتمت الصين تسجيل قوات احتياطية لحفظ السلام عددها ثمانية آلاف فرد وقوات شرطة حفظ السلام الدائمة من 300 فرد لدى الأمم المتحدة. أصبحت الصين الدولة التى بها أكبر عدد من قوات حفظ السلام الاحتياطية التابعة للأمم المتحدة وأكثر أنواع القوات اكتمالا. كما نفذ صندوق السلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة أكثر من ثمانين مشروعًا بتكلفة 7ر67 مليون دولار أمريكى لتقديم الدعم لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومكافحة الإرهاب والطاقة والزراعة والبنية التحتية والتعليم وغيرها من المجالات.

فيما يتعلق بالتنمية العالمية، تدعم الصين بنشاط عمل اتحاد الأمم المتحدة للقضاء على الفقر وتتعاون مع الدول الأخرى لتعزيز التعاون الدولى فى الحد من الفقر. على مدى السنوات الأربعين الماضية من الإصلاح والانفتاح، حلت الصين مشكلة المأكل والملبس لمليار وأربعمائة مليون شخص. وفى عام 2020، سيتم تخليص جميع الفقراء بالمناطق الريفية من براثن الفقر بموجب المعايير الحالية وسيتم بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، مما يحقق حلما راود الصينيين منذ آلاف السنين، ويعد أيضا مساهمة عظيمة فى التنمية البشرية. تتمسك الصين بالمفهوم الجديد للتنمية الاقتصادية المتمثل فى الابتكار والتنسيق والتنمية الخضراء والانفتاح والمشاركة»، وتعزز تنفيذ خطة الأمم المتحدة لعام 2030 داخل الصين بشكل شامل، والتشجيع على وضع التنمية فى صميم إطار السياسة الكلية العالمية، والاستمرار فى تعميق مواءمة مبادرة «الحزام والطريق» مع خطة عام 2030. فى إطار التعاون بين بلدان الجنوب، وتقديم المساعدة بنشاط للبلدان النامية الأخرى لتنفيذ خطة عام 2030 فى حدود قدراتها. فى السنوات الخمس الماضية، زودت الصين البلدان النامية بمائة وثمانين مشروعا للحد من الفقر و118 مشروعا للتعاون الزراعى و178 مشروعا للمساعدة فى تعزيز التجارة و103 مشروعات لحماية البيئة وتغير المناخ و134 مستشفى وعيادة و123 مدرسة ومركز تدريب مهني. نفذ صندوق المساعدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب أكثر من 80 مشروعا فى أكثر من 30 دولة نامية، مما أعطى دفعة للتنمية المستدامة العالمية. تبرعت الصين بعشرة ملايين دولار أمريكى لهيئة الأمم المتحدة للمرأة؛ وأكملت 133 مشروعا لصحة الأمومة والطفولة ودعت أكثر من ثلاثين ألف امرأة من البلدان النامية إلى الصين للتدريب، وقدمت مساهمات هامة لقضية المرأة فى العالم.

فى مواجهة وباء مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) المفاجئ، استجابت الصين بنشاط لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية التى أطلقتها الأمم المتحدة، حيث قدمت 50 مليون دولار أمريكى كمساعدات نقدية لمنظمة الصحة العالمية، وقدمت مساعدات مادية لأكثر من 150 دولة ومنظمة دولية، وصدرت إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة مواد الوقاية من الوباء.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق