رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد نصف قرن من رحيله

فى كل العصور.. يحلو للبعض معارضة أى إجراء تتخذه الدولة.. فحتى السد العالى الذى أنقذ مصر فى السنوات الماضية من الجفاف والعطش لم يسلم من نقد المعارضين الذين شنوا هجوما على الرئيس جمال عبدالناصر عند بدء بنائه.. عبدالناصر الذى رحل عن عالمنا يوم 28 سبتمبر منذ نصف قرن كان عاشقا للوطن.. ومن يحب الوطن.. يحب ناسه الطيبين البسطاء.. لذلك كان حريصا على استعراض الخطابات التى تصله من كل مكان والتى يبلغ عددها يوميا نحو ثلاثة آلاف خطاب.. واحد من هذه الخطابات.. كتبته فتاة يتيمة اسمها «كريمة».. قالت فيه: «سلام من ابنة تشعر لأول مرة فى حياتها بالفرحة.. ولتكتمل فرحتى قررت ألا أتزوج إلا بعد أن أدعو سيادتكم لحضور عقد قرانى».. يوم عقد القران تسلمت كريمة باقة ورد وخطابا من الرئيس عبدالناصر يقول لها فيه: «ابنتى العزيزة.. كان بودى الحضور لعقد قرانك المبارك.. لولا دواعى العمل التى تتطلبها رفعة وطننا العزيز.. وأنت تعلمين ذلك.. وإننى أرسل إليك خالص تمنياتى بالسعادة والتوفيق».

من يحب الوطن.. لاينسى زملاء المعركة والسلاح الذين احتلوا فى قلب عبدالناصر مكانا دافئا وعميقا.. فعندما علم خلال حرب فلسطين باستشهاد الضابط «إسماعيل محيى الدين» كتب يومها: «أعترف بأننى لحظتها فقدت السيطرة على عواطفي.. وإذا بدموعى تفلت.. وإذا أنا أبكى بحرقة لم أشعر بها من قبل فى حياتى. لم ينس عبدالناصر أبدا الوجوه التى رآها خلال هذه الحرب المريرة.. واحد من هذه الوجوه كان لسائق اسمه «عزت» وصفه عبدالناصر فى مذكراته بأنه يملك قلبا كالحديد. ولا يتردد أمام أى مهمة.. تذكره عندما رآه داخل مستشفى الجيش.. وقف بجواره يحدثه ويسأله عن حالته.. وعندما عرف أنه لايوجد له علاج فى مصر.. أمر بسفره إلى الخارج.. قبل رحيل عبدالناصر بعام سأله مندوب «نيويورك تايمز» عن حلمه الشخصى.. فقال الرئيس: «ليس لدى حلم شخصى.. قد لا يصدق الكثيرون ذلك لكن هذه هى الحقيقة».. فعشاق الوطن لاحلم لهم سوى أن تحيا مصر حرة قوية.


لمزيد من مقالات عايدة رزق

رابط دائم: