رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مشروعات متكاملة للإنتاج الزراعى والحيوانى
وديان البحر الأحمر.. ممر جديد للتنمية الشاملة

‎البحر الأحمر ــ عرفات على
وديان البحر الأحمر.. ممر جديد للتنمية الشاملة

  • التوسع فى صناعات تجفيف النباتات الطبية والعطرية
  • إنتاج مبشر لمشروع «وادى القويح»

 

 

تحتوى الصحراء الشرقية خاصة الجزء الواقع منها بنطاق محافظة البحر الأحمر علي العديد من الأودية المنبسطة التى تتربع على آلاف الأفدنة أشهرها وادي (دارا) بصحراء مدينة رأس غارب والذى شهد تنمية زراعية خلال السنوات الماضية من خلال إشهار جمعية مسئولة عن زراعة عشرات الأفدنة بالأشجار والموالح بصفة خاصة والتي حققت نجاحا ملحوظا .

ومؤخرا توجهت وزارة الزراعة متمثلة فى الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر إلى وادي (حوضين ) الواقع على بعد 32 كم من مدينة الشلاتين وشرعت فى إقامة أول مشروع للتنمية الشاملة هناك ولم يكن أحد يتوقع حجم النجاح الذى أصبح عليه هذا المشروع والذى بات يمثل نموذجا يجب أن يحتذي به لاستغلال بقية الوديان المنتشرة بصحراء المحافظة .

فكما يقول الدكتور على حزين رئيس الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة الزراعة أن فكرة البدء فى استغلال جزء من المساحات الهائلة التى يتضمنها وادى حوضين بصحراء مدينة الشلاتين تمحورت حول إنشاء مجتمع يتمتع بكل سبل الحياة اعتمادا على العنصر البشرى للبدو الموجودين بتلك المناطق بحيث يتضمن المشروع السكن وفرص العمل اللازمة حول أنشطة زراعية وحيوانية وسمكية وداجنة وصناعات تقوم على تجفيف النباتات الطبية والعطرية التى تشتهر بها المناطق الجبلية هناك إضافة الي منتجات الألبان واللحوم من الإبل وكذلك توفير المراعى اللازمة لتنمية الثروة الحيوانية التى تعتبر نشاطا رئيسيا لأبناء تلك المناطق من خلال استغلال المياه المعالجة كما ارتكزت الفكرة على استخدام المياه الجوفية المتاحة بكل صورها سواء مياه مالحة مباشرة من الآبار والتى تصل ملوحتها لنحو 7000 جزء فى المليون والتي تستخدم فى زراعة محاصيل الأعلاف مثل الأكاسيا وغيرها أو مياه تتم تحليتها لتستخدم فى زراعة الطماطم والخيار والفلفل والبطيخ والباذنجان والكوسة والكانتلوب والقمح والشعير أو استغلال المياه شديدة الملوحة التى تنتج عن محطات التحلية لتستغل فى المزارع السمكية خاصة ما يتعلق بـاستزراع أسماك البلطى الأحمر والبورى والقاروص بالإضافة لاستخدام المياه ذات الملوحة الأعلى فى زراعة النباتات الملحية مثل الساليكورنيا والشعير كما تركزت الفكرة لهذا المشروع على استخدام تقنيات حديثة فى عمليات الرى تسهم فى الحفاظ على المياه وتقلل من استخدامها بنسب تتراوح مابين 35 و 50% مثل استخدام النماذج الحديثة للرى ومنها الرى بنظام الأمطار المصطنعة والذى يوفر نصف المياه المطلوبة ويزيد من إنتاجية المحاصيل ويخفض من درجات الحرارة حول النبات

ويضيف أن أهداف المشروع هى إقامة نموذج للتنمية المستدامة والمتكاملة فى التجمعات الصحراوية، ويمكن تكراره فى مناطق أخرى لإقامة مجتمعات بدوية حديثة ومستقرة ومنتجة وخلق فرص عمل فى النشاط الزراعى للبدو وتوفير خضراوات طازجة وأسماك ودواجن وألبان وزيادة الصناعات الناتجة عن التجفيف والتعبئة وتعظيم الاستفادة من وحدة الأرض وبالفعل نجحت التجربة وأصبح مشروع وادى حوضين يحتوى على 3 آبار تدار بالطاقة الشمسية وهناك محطتان لتحلية مياه تلك الآبار ومزرعة سمكية بها أربعة أحواض دائرية وحوضان مستطيلان ومحطة طاقة شمسية ومصنع لإنتاج الثلج وعدد 50 صوبة زراعية عادية و 18 صوبة تعمل بنظام الهيدروبونيك ووحدة ضباب زراعى رزازي و2 هنجر تصنيع ومجفف شمس ونظام رى بالمطر المصطنع وتم زراعة خمسة أفدنة بأجود أنواع التمور ومجمع لتربية الدواجن وعنبر لإنتاج البيض البلدى وأبراج لتربية الحمام ومعامل تفريخ ومزرعة لتربية الإبل لإنتاج اللحوم والألبان ويوجد حول المشروع 3 استراحات.

يضيف محمد على سكرتير الوحدة المحلية لمدينة الشلاتين أن مشروع وادى حوضين من بين أهم المشروعات التنموية بالمنطقة وأصبح يسد جزءا من احتياجات السكان المحليين ويخفف الأعباء عليهم، حيث ان المنتجات تباع لهم بأسعار مناسبة جدا وأن هناك خطة للتوسع في زراعة هذا الوادى واستغلال أكبر مساحة ممكنة منه لسد الاحتياجات المطلوبة لسكان المنطقة وتصدير الكميات الزائدة لبقية المدن ويقول إن المحافظة من جانبها قامت بإنشاء قرية صغيرة بها 24 مسكنا ومبنى للخدمات وقامت برصف الطريق بداية من وادى سوهين لوادي حوضين لمزيد من الاستقرار والتنمية الشاملة بالمنطقة، كما قامت وزارة الرى متمثلة فى الإدارة العامة للمياه الجوفية بالصحراء الشرقية مؤخرا بإنشاء سد حماية وبحيرة كبيرة تستطيع تخزين سبعة ملايين متر مكعب من المياه بهدف حجز مياه الأمطار والسيول التى قد تسقط بهذا الوادي لحماية مكونات المشروع من مخاطرها من جانب، ومن جانب آخر للاستفادة من تلك المياه وإعادة استغلالها وحقن الآبار الارتوازية الموجودة بالمنطقة.

ويقول محمد عبده حمدان عضو مجلس محلى المحافظة سابقا إن التجارب الزراعية التى أقيمت ببعض وديان البحر الأحمر سواء وديان دارا برأس غارب أو حوضين بالشلاتين والقويح بصحراء مدينة القصير جاءت بنتائج مبشرة للغاية مما يتطلب من وزارة الزراعة بالتنسيق مع المحافظة وضع خطة طموحه لاستغلال كل الوديان الأخرى التى تتربع على مساحات هائلة من الأراضى المنبسطة والتى تحتوى على آبار ارتوازية ومعظمها قريب من المدن ومنها وادى النخيل الواقع غرب مدينة القصير بنحو 15 كم ويتضمن نحو خمسة آلاف فدان وبه آبار ارتوازية ومنذ أكثر من عشر سنوات بدأ العمل فى زراعة مساحة منها ولكن مع حالة الانفلات الأمنى عقب ثورة يناير 2011 تم السطو على معدات هذا المشروع ومن يومها توقف العمل به والآن أصبحت الظروف مهيأة لإعادة استغلال هذا الوادي.

ويطالب بضرورة التوسع فى المشروع الزراعى بوادى القويح والذى تنفذه المحافظة بالتنسيق مع جهاز التعمير الذى بدأ بإنتاج مبشر للغاية خاصة من الخضراوات الطازجة والخالية من أى كيماويات خاصة أن المحافظة ظلت طوال السنوات الماضية وبنسبة 100% تعتمد على ما يجلب إليها من محافظات الصعيد والوجه البحري من خضراوات وفاكهة لسد احتياجات سكانها والقطاع السياحى بها، ولابد من التوجه بشكل فعال لاستغلال ما يمكن استغلاله من تلك الوديان مادامت التجارب حققت نتائج ملموسة للغاية ومن أجل خلق فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق