وجهة نظر
الحادث الموجع والمؤلم

مازال جهاز الشرطة العظيم يقدم يوما بعد يوم تضحيات لاتقدر بثمن فى سبيل هذا الوطن, ويسقط أحد أفراده شهيدا فى اثناء تأدية واجبه، سواء على الحدود مشاركا قوات الجيش البواسل فى صد الارهاب الأسود ودحره او تأمين الجبهة الداخلية بالحفاظ على الأمن وتوفير الأمان للشعب المصرى. وكان آخر هذه التضحيات الجليلة ولن تكون الاخيرة هو الحادث الموجع والمؤلم الذى حدث للنقيب مصطفى عبدالجليل بالإدارة العامة للمرور، وذلك عند محاولته إيقاف أتوبيس دون لوحات معدنية على الطريق الزراعى بمنطقة نزلة قليوب على الدائرى، ومطالبته بإبراز رخصة القيادة فقام سائق الأتوبيس الأهوج بدهسه متعمدا بدم بارد، وفر هاربا واستشهد النقيب قبل وصوله إلى المستشفى، وأدى هذا الحادث ايضا الى اصابة امين شرطة.

هذا الحادث المفجع هو سلسلة يتكرر على الطرق لرجال المرور ويستشهد ويصاب الكثير منهم، ويتم إهدار دماء طاهرة سالت على الأسفلت تركت وراءها قلوبا محروقة وعائلات مكلومة وسيدات أرامل وأبناء أيتاما ونارا فى الصدور لن تبرد ولن تهدأ طول العمر، وهذا السائق المجرم الذى تم القبض عليه وأمثاله للأسف الشديد سوف يخضع لإجراءات محاكمة عادية، وسوف تطول حتى يتم الحكم عليه بالحبس سنوات قليلة بتهمة القتل الخطأ، وبعد ذلك يخرج يمارس حياته الطبيعية، وكأنه لم يزهق روحا عامدا متعمدا، وحطم عائلة بأكملها. ولذا يجب ان يتم تعديل التشريعات بحيث يكون التكييف القانونى لهذه الحوادث قتل عمد، وليس قتل خطأ، وتحويل كل من يعتدى على فرد من أفراد الشرطة والجيش الى محاكمة عاجلة فورا، وتشديد العقوبات فى هذه الجرائم بحيث يقبع هؤلاء المجرمون خلف القضبان سنوات طويلة تصل الى المؤبد والإعدام عندما ينتج عن هذه الحوادث إزهاق الأرواح الشهيدة، حتى يكون هؤلاء المجرمون عبرة ورادعا لكل من تسول له نفسه ان يفكر الف لحظة قبل أن يفعل هذه الجريمة النكراء حتى تهدأ نفوس أسر اى شهيد، والتى لن تهدأ مهما يطل الزمن.